المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
يؤثر ارتفاع حرارة سطح البحر على المنخفضات الجوية بعدة طرق، منها:
- زيادة قوة المنخفضات الجوية: يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يؤدي بدوره إلى زيادة كمية الأمطار التي تسقط من المنخفضات الجوية.
- زيادة مدة استمرار المنخفضات الجوية: يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة محتوى الرطوبة في الهواء، مما يؤدي بدوره إلى زيادة مدة استمرار المنخفضات الجوية.
- زيادة شدة العواصف الرعدية: يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة كمية الطاقة المتاحة لتكوين العواصف الرعدية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة شدة العواصف الرعدية.
فيما يلي شرح أكثر تفصيلاً لهذه التأثيرات:
زيادة قوة المنخفضات الجوية:
تتشكل المنخفضات الجوية نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين مناطق الأرض المختلفة. عندما يسخن الهواء فوق منطقة ما، فإنه يرتفع إلى أعلى، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي في تلك المنطقة. هذا الانخفاض في الضغط الجوي يجذب الهواء من مناطق الضغط العالي المحيطة، مما يؤدي إلى تكوين حركة دورانية في الهواء.
يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي. عندما يرتفع الهواء الساخن فوق سطح البحر، فإنه يمتص كمية كبيرة من بخار الماء من الهواء المحيط. هذا البخار الماء يتكاثف في طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى هطول الأمطار.
كلما زادت كمية الأمطار التي تسقط من المنخفضات الجوية، زادت قوة هذه المنخفضات. وذلك لأن الأمطار تزيد من كمية الرطوبة في الهواء، مما يؤدي إلى زيادة كثافة الهواء. الهواء الأكثر كثافة أكثر عرضة لتكوين العواصف الرعدية، والتي هي مصدر قوة المنخفضات الجوية.
زيادة مدة استمرار المنخفضات الجوية:
تستمر المنخفضات الجوية طالما استمرت القوة التي تدفع الهواء للتحرك من المناطق ذات الضغط العالي إلى المناطق ذات الضغط المنخفض. هذه القوة هي اختلاف درجات الحرارة بين المناطق المختلفة.
يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة محتوى الرطوبة في الهواء. الهواء الرطب أكثر قدرة على الاحتفاظ بالحرارة، مما يؤدي إلى إبطاء عملية التبريد في المناطق التي يسخن فيها الهواء. هذا التباطؤ في عملية التبريد يعني أن القوة التي تدفع الهواء للتحرك من المناطق ذات الضغط العالي إلى المناطق ذات الضغط المنخفض ستستمر لفترة أطول، مما يؤدي إلى زيادة مدة استمرار المنخفضات الجوية.
زيادة شدة العواصف الرعدية:
تتشكل العواصف الرعدية نتيجة لوجود اختلاف في درجة الحرارة والرطوبة بين طبقات الجو المختلفة. عندما يرتفع الهواء الساخن الرطب إلى أعلى، فإنه يبرد ويفقد بعض رطوبته. هذا يؤدي إلى انخفاض كثافة الهواء، مما يؤدي بدوره إلى حدوث اضطراب في الهواء.
يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى زيادة كمية الطاقة المتاحة لتكوين العواصف الرعدية. وذلك لأن بخار الماء يحمل طاقة حرارية. عندما يرتفع الهواء الساخن الرطب إلى أعلى، فإنه يطلق هذه الطاقة الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة حرارة الهواء. الهواء الأكثر سخونة أكثر عرضة لتكوين العواصف الرعدية، والتي هي مصدر شدة المنخفضات الجوية.
بالإضافة إلى هذه التأثيرات المباشرة، فإن ارتفاع حرارة سطح البحر يؤثر أيضًا على المنخفضات الجوية بشكل غير مباشر من خلال تأثيره على الأنظمة المناخية الأخرى. على سبيل المثال، يؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى ذوبان الجليد، مما يؤدي إلى زيادة مساحة سطح البحر. هذا يزيد من كمية بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يؤدي بدوره إلى زيادة قوة المنخفضات الجوية.
بشكل عام، فإن ارتفاع حرارة سطح البحر يؤثر على المنخفضات الجوية بشكل إيجابي، مما يؤدي إلى زيادة قوة هذه المنخفضات ومدة استمرارها وشدتها. هذا يعني أن المنخفضات الجوية ستصبح أكثر قدرة على إحداث طقس قاسٍ، مثل العواصف الرعدية القوية والفيضانات.
