المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
عواصف البرد ذو الحجم الكبير أو “البرد العملاق”، ظاهرة غريبة ومقلقة بدأت تزداد تكراراً بشكل ملحوظ مؤخراً حول العالم، فما هي قصتها؟
تُعتبر عواصف البرد العملاق ظاهرة مقلقة لأنها تسبب دماراً كبيراً وبسرعة نتيجة لحبات البرد التي تهطل من السماء والتي قد تتجاوز قطرها 15 سم. تسقط هذه الحبات بسرعة عالية جداً من ارتفاعات كبيرة، وتكون صلبة للغاية نتيجة لتشكلها على ارتفاعات شاهقة، مما يزيد من سرعتها عند الوصول إلى الأرض.
هذه العواصف قادرة على تدمير محاصيل زراعية بأكملها خلال دقائق، وتكسر أغصان الأشجار، وتتسبب في تلفيات للسيارات وأنظمة التدفئة الشمسية وبعض أنواع المباني والمنشآت، خاصة التي تحتوي على زجاج، كما أنها خطيرة للغاية على البشر حيث يمكن أن تتعرض لإصابات مباشرة.
تعود أسباب تكون هذه الظاهرة إلى الفروقات الحرارية الكبيرة جداً بين الكتل الهوائية، مما يؤدي إلى اضطرابات جوية شديدة وتشكل غيوم ركامية بارتفاعات شاهقة.
أثناء تشكل تيارات هوائية صاعدة قوية في حالات عدم الاستقرار الجوي، تحمل هذه التيارات قطرات المطر إلى ارتفاعات عالية جداً، وأثناء صعودها تتعرض لبرودة كبيرة كلما زاد الارتفاع، وتظل معلقة بالهواء حتى يصبح تيار الهواء الصاعد غير قادر على رفع حبة البرد، ثم تسقط حبات البرد على الأرض، وكلما كان تيار الهواء الصاعد أقوى زاد حجم حبة البرد. وبالتالي، في حالة البرد العملاق، تكون التيارات الهوائية الصاعدة قوية جداً، مما يجعلها قادرة على حمل حبات البرد ذات الأوزان الكبيرة.
في العام الماضي في العاصمة الأردنية عمان، وتحديداً في تاريخ 29 مايو 2023، تفاجأ سكان غرب عمان بعاصفة بردية قوية نتجت عن حالة عدم استقرار جوي، أدت إلى تحطم مئات المركبات في دقائق وتكسر أغصان الأشجار والواح الطاقة الشمسية فوق البيوت، وتضرر إشارات المرور، وكانت الخسائر المادية كبيرة.
وقبل حوالي شهر في تاريخ 12 فبراير 2024، تم رصد هذه الظاهرة في الإمارات، وتحديداً في مدينة العين، حيث تعرضت لعاصفة برد عملاقة غير مسبوقة، أدت إلى خسائر مادية تقدر بالملايين خاصة في قطاع المركبات، وكانت المشاهد المذهلة للدمار واضحة بعد انتهاء العاصفة.
في حال تعرضت لعاصفة البرد العملاق، فمن الضروري بشكل قاطع الابتعاد عن الواجهات الزجاجية وأعمدة الكهرباء والأشجار، والاختباء داخل المنشآت القريبة. أما إذا كنت داخل السيارة، فمن الأفضل البقاء داخلها حتى انتهاء العاصفة بشكل كامل، لأن التعرض لحبات البرد ذات الأحجام الكبيرة مباشرة يعتبر خطيراً للغاية.
