المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
يتأثر مناخ وطقس بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق ومصر بالثورانات البركانية القوية , وتؤدي هذه الثورانات الى جعل شتاء هذه البلاد مثلج ومليء بالعواصف الثلجية بشكل اكبر بعد عام واحد تقريباً من الثوران الكبير .
خلال العام الماضي 2022 , ثار بركان هونغا تونغا ثوران عظيم للغاية, ذلك اصبحنا ننتظر تغيرات حادة في حالة الطقس في المنطقة هذا الموسم , لكن هنالك بعض الامور المختلفة لهذا الثوران, دعونا نتعرف على الاسباب .
اغلب الثورانات البركانية القوية التي حدثت خلال القرن الماضي , جلبت اجواء باردة جداً لمنطقتنا العربية وبشكل لافت , وتسببت بمواسم مثلجة بكل ما تحملة الكلمة من معنى ، على سبيل المثال , موسم شتاء 1992 سجل اعلى هطول مطري في الارشيف المناخي في الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان , وضربت هذه البلاد 7 عواصف ثلجية كان منها عواصف قياسية سجلت تراكمات ثلوج كبيرة للغاية .
في السنة التي سبقت هذا الموسم التاريخي, ثار بركان بيناتوبو ثوران عظيم عام 1991 , وقذف ملايين الاطنان من ثاني اكسيد الكبريت في الغلاف الجوي وادى ذلك الى خفض حرارة الأرض .
موسم شتاء 1983 ايضاً كان بارد جداً في المنطقة العربية , وتساقطت الثلوج بكميات ضخمة فوق بلاد الشام نتيجة العواصف الثلجية المتتالية , وتراكمت الثلوج في لبنان لأكثر من 3 امتار , قبل هذا الموسم بعام واحد اي عام 1982 ثار بركان إل تشيتشون في المكسيك ثوران هائل وحقن الغلاف الجوي ايضاً بملايين الاطنان من ثاني اكسيد الكبريت اللي بردت الارض , وتكثر الامثلة .
في بداية العام الماضي 2022 , ثار بركان هونغا تونغا اسفل مياه المحيط الهادئ , وحقن طبقة الستراتوسفير بملايين الاطنان من بخار الماء , والتي ادت الى زيادة تركيز الرطوبة في الغلاف الجوي وساهمت بارتفاع حرارة المحيطات والبحار بشكل كبير وقياسي , وهذا الشيء يحدث لأول مرة وبهذه الطريقة في الارشيف المناخي المسجل . لذلك, نحن غير قادرين على التعرف بشكل دقيق حول كيفية تأثير هذا الثوران على موسم الشتاء المقبل 2023-2024 , لكن بشكل مبدئي نتوقع ان يحدث تغيير كبير في انماط الطقس .
نتوقع زيادة مضطردة في عدد العواصف والمنخفضات الجوية العميقة , مع زيادة شدة وقوة حالات عدم الاستقرار الجوي وهذا سيؤدي كنتيجة الى زيادة معدلات الهطول المطري, بالاضافة الى تخلخل الضغوط الجوية والتيار القطبي النفاث في القطب الشمالي , وهذا سيدفع كميات هائلة من البرودة باتجاه الجنوب ومن الممكن ان تسيطر هذه الكتل الباردة على اجزاء من بلادنا بصورة اعلى من المعتاد .
مازالت الامور تحت المراقبة , وسنضعكم باخر التطورات اولاً بأول
والله دائماً اعلى واعلم
