المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
وجد مسح شامل اجري لقياس دقة النماذج المناخية أن جميع تنبؤات درجات الحرارة السابقة تقريبًا بين الفترة 1980-2021 كانت مبالغ فيها بشكل كبير مقارنة بقياسات الأقمار الصناعية الدقيقة لدرجات الحرارة , وتم نشر نتائج هذا المسح والدراسة قبل ايام من قبل البروفيسور نيكولا سكافيتا ، عالم فيزياء من جامعة نابولي.
ويرجع السبب في عدم الدقة إلى الفهم المحدود والضعيف لقياس متوسط درجة حرارة الأرض ، حيث يرتفع عدد الدرجات المئوية لدرجة حرارة الأرض مع مضاعفة ثاني أكسيد الكربون بشكل خاطئ ومبالغ فيه.
أمضى العلماء عشرات السنين في محاولة العثور على رقم متوسط درجة حرارة الأرض بشكل دقيق ، ولكن دون جدوى. تتراوح التقديرات الحالية ان هذا الرقم يقع بين 0.5 درجة مئوية إلى حوالي 6-7 درجة مئوية.
بدون معرفة هذا الرقم الحيوي بشكل دقيق ، يظل ما يسمى بالرواية العلمية “المستقرة” حول تغير المناخ الذي يسببه الإنسان اختراعًا سياسيًا إلى حد كبير ، وليس اقتراحًا علميًا موثوقًا به.
أجرى البروفيسور سكافيتا عملاً مكثفًا على النماذج المناخية وهو ناقد منذ فترة طويلة لنتائجها وتوقعاتها, وقال إن العديد من نماذج المناخ يجب “تجاهلها وعدم استغلالها من قبل صانعي السياسات”.
إلى جانب حوالي 250 عالماً ، يعد سكافيتا أحد الموقعين على إعلان المناخ العالمي الذي ينص على عدم وجود حالة طوارئ مناخية ويشير أيضًا إلى أن النماذج المناخية “ليست مقبولة كأدوات علمية حتى الان بسبب اخطائها الفادحة في مبالغة درجات الحرارة”.
قام العالم سكافيتا بتجميع 38 نموذجًا مناخيًا رئيسيًا لقياس متوسط درجة حرارة الأرض وعلى عدة مستويات , منخفضة ومتوسطة وعالية ، تتراوح بين 1.8 درجة مئوية و 5.7 درجة مئوية. وجد أن النماذج في الفئتين المتوسطة والعالية “كانت ساخنة” في أكثر من 95٪ و 97٪ من الحالات ، على التوالي.
قيل إن النماذج الأقل كانت تعمل بشكل أفضل عند مقارنتها بالاحترار العالمي المحسوب للفترة من خلال مجموعات البيانات السطحية الرئيسية من 0.52-0.58 درجة مئوية.
لكن بيانات الأقمار الصناعية UAH أظهرت ارتفاع درجة حرارة أقل بنسبة 30٪ خلال هذه الفترة ، مما يشير إلى أن نماذج الاحترار العالمي أنتجت “ارتفاعًا مفرطًا ومبالغ فيه لدرجات الحرارة” من عام 1980 إلى 2021.
وفقًا لسكافيتا ، أظهرت هذه النتائج أن رقم قياس متوسط درجة حرارة الأرض يمكن أن يكون اقل بحوالي 1.2 الى 2 درجة مئوية عن ما تم قياسه حالياً. تم الإعراب عن قلق خاص بشأن سجلات درجة حرارة السطح التي “يبدو أنها تتأثر بشدة بتحيزات الاحترار غير المناخي” اي انه يقصد بان هنالك ادوات سياسية تتلاعب بهذا الموضوع.
يقول سكافيتا إلى أن سجلات درجات الحرارة السطحية من المحتمل أن تتأثر بعوامل محلية تؤدي الى حدوث احترار ضيق النطاق ومؤقت في بعض المناطق، مثل تأثير الجزيرة الحضرية , وهو ارتفاع درجات الحرارة بشكل اكبر داخل المدن بفعل نشاطات الانسان ولون الاسفلت الاسود الذي يمتص اشعة الشمس , وهذه التأثيرات في ارتفاع الحرارة محلية الطابع وليست عالمية .
ويخلص إلى أن: “الاحترار العالمي المتوقع خلال العقود القليلة القادمة قد يكون أكثر اعتدالًا مما توقعته نماذج الدوران العالمية (ECS-GCMs) المنخفضة ، ويمكن أن يقع بسهولة ضمن نطاق درجة حرارة آمن حيث تكفي سياسات التكيف مع المناخ.”
يعتبر عمل سكافيتا أمرًا حيويًا في توفير رؤية واقعية للدور المهيمن الذي تلعبه النماذج المناخية في تعزيز برنامج القيادة والسيطرة Net Zero السياسي.
القيم الأعلى وراء كل تصريح من البيروقراطيين والسياسيين ونشطاء البيئة والصحفيين بأننا نتجه نحو زيادة 2-3 درجة مئوية في درجة الحرارة العالمية في المستقبل القريب. في حالة عدم وجود أي رقم محدد للأساس الذي تتم من خلاله عملية قياس حرارة الأرض الحقيقية ، فإن هذه التنبؤات هي مجرد اوهام.
الجو عبارة عن نظام فوضوي دائم الحركة له العديد من التأثيرات القوية التي تتفاعل بشكل غير متوقع مع بعضها البعض. إن عمليات نقل الحرارة الهائلة التي من الواضح أن لها دورًا كبيرًا تلعبه في المناخ ليست مفهومة تمامًا.
ما نعرفه هو أنه على مدار العشرين عامًا الماضية ، بدأت اثار ارتفاع حرارة الأرض بالتلاشي . تُظهر أحدث بيانات القمر الصناعي UAH لقياس حرارة الأرض . ان حرارة الأرض حالياً قريبة من معدلاتها العامة ولم تسجل اي احترار يذكر .
ولكن في حين أن بيانات الأقمار الصناعية شائعة ومعتمدة بشكل كبير في المجالات الجغرافية ، فانه لا يتم اخذها بعين الاعتبار في موضوع قياس حرارة الأرض تحديدا , على الرغم من ان دقتها في قياس حرارة الأرض العالمية هي الأدق , ولكن لا يأخذ قرائاتها من يؤيدون الاحتباس الحراري بعين الاعتبار لانها تقيس حرارة اقل مما يروجون للأسف !!
