المركز العربي للمناخ –
في البداية ندعوكم الى تحميل تطبيق المركز العربي للمناخ للتعرف الى حالة الطقس اولا بأول من الضغط هنا ليصلكم كل جديد
الوضع الراهن :
منذ اكثر من شهر وفي شهر 9 سبتمبر … تعرضت بلاد الشام الى موجة حارة طويلة الامد تعد الاطول والاعلى درجات حرارة لمثل هذا الوقت من العام في تاريخ السجلات المناخية .
هذه الموجة الحارة فاجئت الجميع سواء متنبئين وخبراء جويين او عامة الناس , حيث لوحظ انه ولأول مرة في مثل هذا الوقت من العام تصعد درجات الحرارة الى هذا الارتفاع القياسي لدرجة ان مدينة العقبة الاردنية ومدينة ام الرشراش في فلسطين المحتلة سجلتا اعلى درجات حرارة على مستوى العالم ولعدة مرات في شهر سبتمبر
ما زاد الامر حيرة ان درجات الحرارة استمرت بالارتفاع في شهر 10 اكتوبر ايضاً .
في الحقيقة وعند النظر الى الارشيف المناخي لمناطق بلاد الشام ( الاردن فلسطين سوريا لبنان ) واجزاء من شمال مصر والعراق فليس هنالك تاخر فعلي للامطار لهذه البلاد , فمعدل الامطار لمدينة عمان مثلاً 10 ملم لشهر اكتوبر 10 .
ولكن ما هو غير طبيعي استمرار ارتفاع درجات الحرارة الغير معقول , ويرجع هذا الارتفاع الى عدة اسباب :
اول هذه الاسباب هو امتداد ما يسمى بالمنخفض الهندي الموسمي ليغطي اجزاء واسعة من العراق كعادته ولكن هذه المرة امتد هذا المنخفض الحار ليصبح مركزه قريب جداً من بلاد الشام ويرفع درجات الحرارة بصورة قياسية ولوقت طويل , حيث من المعروف ان هذه الكتلة الحارة بالعادة تتمركز فوق الكويت وجنوب العراق واجزاء من ايران ولكن تحرك مركز هذه الكتلة ليصل الى جنوب شرق الاردن .
السبب الثاني وهو عند انسحاب الكتلة الحارة المرافقة للمنخفض الهندي الموسمي اثرت كتلة حارة قارية افريقية عملت على ارتفاع درجات الحرارة مرة اخرى وبسبب عدم وجود فاصل زمني بين الكتلة الحارة الاولى والثانية حطمت الكثير من الارقام القياسية بارتفاع درجات الحرارة المستمر في المنطقة .
السبب الثالث وهو ان القطب الشمالي في البداية كان يتعرض لما يسمى ب الايجابية وتعرف ايجابية القطب هي ان الهواء القطبي يتجمع على شكل كتل عملاقة شديدة البرودة في العروض العليا ولا يرسل رياحه الباردة الى العروض الدنيا وهذا ما يسمح بامتداد المرتفعات الجوية الحارة لتسد مكان الكتل الباردة وتتعمق شمالاً اكثر
السبب الرابع وهو بعد الايجابية في القطب انتقل القطب الى السلبية والتي تعرف بان القطب في هذه المرحلة يرسل رياحه الباردة الى الجنوب اكثر ولكن تزامنت هذه السلبية مع وجود مرتفع جوي يغطي غرب روسيا وتركيا وشمال بلاد الشام مما منع ان تصل هذه الكتل الباردة نسبيا الى المنطقة وبدلا من ذلك توجهت صوب وسط وغرب اوروبا وشمال افريقيا نظراً لعدم وجود مرتفع جوي هناك في هذا الوقت .
وبالطبع كله بمشيئة الله عز وجل .
ما هو قادم ؟
في الحقيقة تشير اخر القراءات المستلمة من النماذج العددية قريبة ومتوسطة المدى الى انه واعتباراً من اليوم يتوقع ان تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي بحول الله وان تتغير المنظومة الجوية التي كانت سائدة طوال الفترة الماضية بصورة تدريجية
حيث ستبدأ الكتل الهوائية الباردة نسبياً بالاقتراب من المنطقة ودفع الهواء الساخن جنوباً بحيث تسود اجواء معتدله نهاراً وباردة نسبيا ليلاً بحول الله وهنالك مؤشرات الى احتمالية لولود حالات ماطرة بعد منتصف شهر 10 اكتوبر.
هل هنالك رد فعل عكسي قريبا ؟
اشتهرت المنطقة بوجه عام بانه في حال تأخرت الامطار في الخريف فإن احتمالية ان يكون موسم الشتاء يحمل امطاراً غزيرة تصبح عالية , وعند النظر الى الارشيف نجد ان هذا الكلام دقيق نسبياً ولكن قد يختلف في بعض الحالات
حيث تشير السجلات المناخية الى ان اغلب المواسم التي تأخرت فيها الامطار جاء شتائها قوياً ونذكر منها موسم 1991/1992 الشهير بعواصفه الثلجية والموسم الماضي 2019/2020 الذي سجل معدلات هطول مطرية ممتازة
ومن الجدير بالذكر ان ارتفاع درجات حرارة المياه يعمل على اضطراب جوي عالي الفعالية في حال اقتربت من هذه المياه كتلة هوائية ابرد
وتشير اخر القراءات الى ان البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر يشهدان الان ارتفاعا عالي في درجات حرارة مياههما وهذا ما يدل انه وعند اقتراب اي كتلة هوائية باردة نسبياً ستتولد حالة جوية ماطرة مباشرة تعتمد قوتها على فرق درجات الحرارة بين المياه والكتلة الهوائية فكلما زاد الفرق زادت قوة الفعالية الجوية
لا نستطيع الجزم من الان بماهية الشتاء القادم بالتفصيل ولكن كلمحه اولية تحليلية يمكن القول ان الشتاء القادم سيكون بارد جداً وابرد من المعتاد بحول الله تعالى وقد يحمل معه العواصف الثلجية التي طال انتظارها
والله اعلى واعلم
لا تسنوا تحميل تطبيق المركز العربي للمناخ من خلال الضغط هنا ليصلكم كل جديد اولاً بأول
اخوكم المهندس احمد العربيد
