العصر الجليدي المصغر
-
الأرض تبرد | انخفاض حرارة الارض خلال الشهرين الماضيين وتوقعات بحدوث نزولات قطبية شديدة البرودة خلال شباط تشمل البلاد العربية
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
وفقًا لبيانات للأقمار الصناعية ، فإن الجز السفلي من طبقة التروبوسفير العالمية قد برد بسرعة خلال الشهرين الماضيين (ديسمبر + يناير).
وتشير التوقعات الى ان التبريد سيزداد بشكل ملحوظ وكبير وشاذ عن الوضع الطبيعي في المناطق التي تقع ضمن نطاق خطوط العرض الوسطى في نصف الكرة الارضية الشمالي خلال شهر "شباط" فبراير 2021, حيث انه من المتوقع ان تهبط الكتل القطبية الباردة والمركزة بشكل متزامن صوب امريكا الشمالية واوروبا واجزاء من اسيا خلال هذا الشهر .
تعاني الشمس حالياً من انخفاض ملحوظ في عدد البقع الشمسية أي " ضعف عام في النشاط الشمسي " والذي يسمى علميا ب الحد الادنى الأكبر من الطاقة الشمسية Grand solar minimum والذي بدأ منذ العقد المنصرم واستمر حتى الان .
هذا بدوره عمل على تبريد بطيء في الغلاف الجوي للكرة الارضية , وادى ذلك الى اضعاف التيار القطبي النفاث مما عمل على زيادة توتر وتموج هذا التيار النفاث وبالتالي اصحبت الكتل الهوائية شديدة البرودة تنتقل بسلاسة من القطب الشمالي والعروض العليا الى العروض الوسطى والدنيا .
ولاحظنا ذلك من خلال سلسلة التقارير التي قمنا بنشرها حول بلدان شرق اسيا وامريكا واوروبا ,والتي حطمت الارقام القياسية في انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج الكثيفة وتراكمها في هذا الموسم تحديداً .
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم مجانا ولتصلك اشعاراتنا وتوقعاتنا اولاً بأول حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
اولاً : امريكا الشمالية
بعد البرد القياسي والثلوج التي ضربت مؤخرًا اغلب مناطق امريكا الشمالية ، اترفعت المؤشرات الى احتمالية تعرض قارة امريكا الشمالية لبرودة قاسية قد توصف بالتاريخية .
اعتباراً من يوم الجمعة الماضي ، 5 فبراير ، بدأ البرد القارس في النزول إلى الولايات المتحدة ، وبحلول يوم الثلاثاء المقبل ، ستشهد غالبية البلاد اجواء قطبية شديدة البرودة
من المتوقع ان تنخفض درجات الحرارة عن المعدلات العامة بمقدار 20 درجة مؤية من الاسكا شمالا وحتى ولاية تكساس جنوباً , وتشير التوقعات الصادرة عن المركز الامريكي ايضاً الى ان هنالك احتمالية عالية لان تستمر موجات البرد هذه حتى 17 شباط على اقل تقدير .
لتكون هذه الموجة الباردة احدى اطول وابرد الموجات الباردة التي اثرت على قارة امريكا الشمالية وفقاً للسجلات المناخية .
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم مجانا ولتصلك اشعاراتنا وتوقعاتنا اولاً بأول حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
ثانيا : اوروبا
السيناريو نفسه متوقع لأوروبا ، وخاصة المناطق الشمالية والوسطى والغربية. مرة أخرى ، بحلول يوم الثلاثاء 9 فبراير ، ستبدأ مناطق شاسعة في استقبال موجات شديدة البرودة ودرجات حرارة اقل من المعدل العام ب 8 الى 20 درجة مؤية
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم مجانا ولتصلك اشعاراتنا وتوقعاتنا اولاً بأول حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
ثالثا : البلاد العربية
هذا ومن المتوقع خلال منتصف شهر شباط ان تتجه الكتل الهوائية الباردة وتتركز بشكل كبير فوق اوروبا خصوصا شرق اسيا وصولاً الى بلاد الشام واجزاء من شمال القارة الافريقية ,, بناء على مخرجات النموذج الامريكي الاخيرة
لتتعرض على اثرها البلاد لموجات شديدة البرودة والتي من المحتمل ان تتساقط على اثرها كميات كبيرة من الثلوج
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم مجانا ولتصلك اشعاراتنا وتوقعاتنا اولاً بأول حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
رابعا : اسيا
تواجه مناطق وسط وشرق آسيا موجات باردة جداً منذ أوائل ديسمبر 2020 وحتى الان.
شهدت اجزاء من القارة أبرد درجات الحرارة مسجلة على الإطلاق في نصف الكرة الشمالي ، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية ، وكذلك أسعار الخضروات في الصين ، في حين قتل أكثر من 100 شخص في اليابان وحدها أثناء تساقط الثلوج.
خامسا : نصف الكرة الارضية الجنوبي
كانت درجات الحرارة "الصيفية" في معظم أنحاء نصف الكرة الجنوبي أقل من المتوسط خلال الفترة الماضية .
وتشير التوقعات الى ان استراليا وامريكا الجنوبية وافريقيا ستتعرض للمزيد من الانخفاض في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية خلال الفترة القادمة .
والله اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم مجانا ولتصلك اشعاراتنا وتوقعاتنا اولاً بأول حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
-
الأرض تبرد | مؤشرات على شتاء قاسي مقبل على المنطقة , فما هي الأسباب ؟
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
تعيش اجزاء من البلاد العربية حتى اللحظة صيفاً اعتيادياً يكاد يخلو من الموجات الحارة اللاهبة في منطقة بلاد الشام وما حولها , بينما تتعرض اجزاء من غرب القارة الاوروبية لموجة حارة تاريخية عملت على تحطيم العديد من الارقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة لاسيما في بريطانيا وفرنسا والبرتغال واسبانيا .
كنا قد تحدثنا في فيديو سابق عن اسباب هذه الموجة الحارة :
وفي نفس الوقت , تعيش اجزاء من الشرق الاوروبي وروسيا اجواء باردة بشكل لافت عملت على انخفاض درجات الحرارة في تلك المناطق بشكل كبير , وظهرت بعض المخاوف من حدوث تلف في محاصيل القمح الروسي عالي البروتين مما يؤدي الى ارتفاع اسعار القمح عالمياً , ولأن الاعلام بطابعه مسيس لم تتم تغطية هذه الموجة الباردة التي تؤثر على الشرق الاوروبي والغرب الروسي , وكان جل التركيز على الموجة الحارة التي تؤثر على اوروبا بسبب ان بعض القنوات "مدعومة مادياً " للترويج الى الاحتباس الحراري المزعوم والذي لم يتسبب حتى الان بغرق المدن الساحلية مثل الاسكندرية ونيويورك والتي كان من المفترض ان تختفي تحت الماء قبل بحلول العام 2010 !!
هذا التطرف الكبير في درجات الحرارة ما بين الشرق الاوروبي والغرب يعد احد اهم المؤشرات على تموج التيار النفاث , والذي بدوره يعمل على تكون جيوب من الكتل الحارة والباردة بحيث يكون الفرق الحراري فيما بينها كبير للغاية , مما يؤدي الى هبوط الكتل الباردة بشكل غير معتاد صوب بعض المناطق , والسماح بنفس الوقت في تعمق الموجات الدافئة صوب الشمال بشكل غير معتاد ايضاً .
تموج التيار النفاث سابق الذكر زاد مؤخراً بشكل ملحوظ , خصوصا في بداية هذا العام 2022 , حيث ان هذا التموج عمل على سيطرة كتل قطبية متتالية اثرت منذ شهر 1 حتى شهر 3 على بلاد الشام والعراق ومصر وادت الكتل الباردة الناتجة عن هذا التموج الى حدوث موجات انجماد وصقيع طويلة الامد في الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان , حتى ان معالم الدفئ اختفت في هذه الدول حتى شهر 5 .
يعود احد اهم الاسباب التي تؤدي الى حدوث تموج في التيار النفاث الى ان النشاط الشمسي انخفض بشكل ملحوظ منذ بداية الدورة الشمسية التي تحمل الرقم 24 وحتى مع الدورة الشمسية الحالية التي تحمل الرقم 25 .. للمزيد اقرا هنا : العلماء يحذرون من دخول الأرض في عصر جليدي مصغر بسبب انخفاض النشاط الشمسي !!
قمنا بانتاج الفيديو التالي والذي يشرح الية تموج التيار النفاث ومخاوف بعض العلماء من دخول الأرض في حقبة باردة او عصر جليدي مصغر :
التيار النفاث في النصف الشمالي من الأرض يكون نشطاً في فصل الشتاء وضعيف نسبياً في فصل الصيف , وهذه النقطة تحديداً جعلتنا نبحث اكثر في تأثيرات تموج هذا التيار , وبعد البحث وجدنا ان التيار النفاث متموج حالياً وهو اصلاً ضعيف في الصيف , مما يدل على انه وعند اشتداد سرعته وقوته في الخريف المقبل والشتاء سيكون على نفس الوتيرة , نظراً لان العوامل التي ادت الى حدوث هذا الاختلال في حركته مستمرة على مدار العام .في حال استمرار حركة التيار النفاث بهذا الشكل حتى موسم الشتاء المقبل , من المتوقع ان تشهد البلاد العربية اجواء متطرفة للغاية , بحيث تكون الكتل الباردة مركزة بشكل اكبر من المعتاد نظراً لتشكل جيوب متطرفة في درجات الحرارة وعدم انحصار الهواء البارد في القطب الشمالي , وهذا النظام سيسمح بسيطرة هذه الكتل الباردة جداً على المنطقة بشكل متناوب وطويل الأمد , على سبيل المثال تكون بعض الاسابيع في الشتاء باردة بشكل لافت في بلاد المغرب العربي بينما تكون الاجواء شبه مستقرة في بلاد الشام , ثم تتحول المنظومة بالكامل لتعيش بلاد الشام اجواء باردة بشكل لافت بينما تعيش بلاد المغرب العربي اجواء شبه مستقرة , والفارق هنا ان التكل الباردة من المتوقع ان تكون " متطرفة في البرودة بشكل كبير " على غير العادة مما يؤدي الى نشوء نظام بلوك قطبي شديد البرودة يستمر لفترات طويلة في التأثير على المنطقة بالتالي تكون النتيجة زيادة في معدلات وصول الكتل الباردة الى المنطقة مما يزيد من احتمالية ان يكون الشتاء المقبل بارد على غير العادةالنشاط الشمسي ايضاً مستمر في الانخفاض كما تلاحظون في الصورة التالية مما يزيد من احتمالية التبريد عالميا ً :وهذا مؤشر يدل على استمرار انخفاض حرارة الأرض بشكل تدريجي حتى مع وجود الكتل الحارة الناتجة عن تموج التيار النفاث كما ذكرنا سابقاً , فالكتل الحارة متواجدة حتى في العصور الجليدية الكبيرة نظراً لانها تمتاز بنفس خصائص ارتفاع الحرارة فيزيائيا .من المتوقع خلال الموسم الشتوي المقبل استمرار ظاهرة اللانينا في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ , مما يعزز احتمالية ان تكون القبة القطبية الشمالية باردة بشكل اكبر من المعتاد .يعيش النصف الجنوبي من الأرض حالياً شتاء استثنائي وبارد بشكل ملفت , بحيث ان كل من استراليا واجزاء واسعة من القارة الامريكية الجنوبية تتعرض لموجات باردة استثنائية عمتلت على انخفاض درجات الحرارة بشكل قياسي هناك مع تكرار العواصف الثلجية القوية بين الحين والاخر ,قريبا سنقوم نشر تقرير حول هذا الشتاء البارد في النصف الجنوبي للأرض وعلاقته بالشتاء المقبل في النصف الشمالي بمشيئة الله تعالى .والله دائما اعلى واعلمالمهندس احمد العربيدلا مانع من النقل والتداول شريطة ذكر المصدر "المركز العربي للمناخ" -
الارض تبرد | بالرغم من التلاعب في بيانات الطقس امريكا الشمالية والشرق الاوسط شهدتا ابرد شتاء منذ سنوات
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
اثرت الكتل الهوائية الباردة بصورة غير اعتيادية على كل من كندا والولايات المتحدة الامريكية ودول الشرق الاوسط خلال الاشهر الثلاثة الماضية , وذلك بشهادة من وكالة نوا "noaa" الامريكية , وعملت الكتل الباردة المتلاحقة على انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير عن المعدلات العامة في مختلف المناطق .
حيث ان دول الشرق الأوسط , وتحديداً بلاد الشام ومصر والعراق وشمال السعودية عاشت شتاء قارس البرودة بحيث انه صنف ضمن العشرة مواسم شتاء الاكثر برودة , تزامنا مع الوقت الذي كانت فيه الكتل الباردة القطبية مستمرة بالتأثير على المنطقة منذ بداية العام 2022 وبشكل متلاحق وسجلت العديد من الارقام القياسية المناخية في المنطقة من ناحية انخفاض الحرارة ابرزها كان في شهر اذار مارس من العام 2022 , والذي اعتبر بانه الشهر الأبرد في كامل الارشيف المناخي للمنطقة مقارنة بنفس الشهر من السنوات السابقة .
اما في القارة الامريكية الشمالية , وبالنظر فقط إلى شهري يناير وفبراير 2022 ، فقد سجلت درجات الحرارة أبرد شتاء منذ عام 1996 حسب وكالة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA .
وكما نلاحظ في قراءات انحراف درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية الصورة ادناه من وكالة نوا , فانه كان قد ساد اتجاه بارد في مناطق الشرق الاوسط وشمال غرب افريقيا والقارة الامريكية , وللمفارقة تظهر نفس الوثيقة ادناه شذوذ حراري عالي في سيبيريا وشرق اوروبا وهذا تحديدا غير منطقي على الاطلاق وسنذكر اسباب ذلك .
السبب في عدم منطقية القراءات بالنسبة لمنطقة سيبيريا وشرق اوروبا , يعود بان هذه المناطق كانت الممر الرئيسي لكافة النزولات القطبية الباردة التي وصلت الشرق الاوسط والشرق الافريقي , وتولدت فيها دوامات قطبية فرعية مثل الدوامة الروسية والدوامة الشرق اوروبية وعملت على امداد المنطقة ببرودة تاريخية ادت في النهاية الى شتاء قارس البرودة بشكل ملحوظ .
الشكل 1: مخطط الشذوذ في درجات الحرارة العالمية لشهر فبراير 2022 [NOAA].
باستخدام نفس مجموعة البيانات التي استشهدت بها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في أحدث تقرير لها وفترة 5 سنوات مماثلة ، تُظهر أن درجات الحرارة في أمريكا الشمالية انخفضت بمعدل 1.29 درجة مئوية بين يناير 2016 وفبراير 2022.
هذا انخفاض هائل في درجة الحرارة ، حوالي 19 ضعف متوسط معدل الزيادة الرسمي للأرض منذ عام 1880 - على الأقل وفقًا لتقرير NOAA ، "ارتفعت درجة الحرارة العالمية السنوية بمعدل 0.07 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1880." وهنا نجد ايضاً عدم المنطقية ومحاولة ترسيخ فكرة ارتفاع حرارة الأرض المغلوطة .دعونا نناقش الامر ولماذا هذا التناقض في البيانات الصاردة من نوا :
في البداية تحاول وكالة نوا انتهاج السياسة الامريكية والعالمية المناخية المفروضة , وهي ان حرارة الأرض تستمر بالإرتفاع , وفي نفس الوقت نجد ان البيانات العلمية الصاردة من نفس المصدر تخالف التقارير المنشورة !!
احد الاسباب في هذا التناقض ان الرصد الجوي والذي يتم من خلال محطات الطقس التي تسجل درجات الحرارة تتم تغطيته بشكل ممتاز في الولايات المتحدة وكندا ، بينما تكون ضعيفة جدًا في معظم أنحاء العالم - نظراً لانتشار محطات الرصد الجوي في مناطق كثيرة في امريكا الشمالية وافتقار باقي مناطق العالم لهذه الاعداد من المحطات , ونلاحظ ايضاً انه حيث تكون التغطية لعمليات الرصد الجوي ضعيفة (كما هو الحال في إفريقيا وسيبيريا) ، فان وكالة نوا تقوم بوضع ارقام تقديرية بكل بساطة لانحراف درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية , اي انها قاردة على التلاعب بالمخرجات في هذه المناطق ضعيفة التغطية بكل اريحية .
علمياً , فأن الطرق التي تستخدمها وكالة نوا في تقدير درجات الحرارة وهي " ملئ الفجوات " لا توفر سجلاً دقيقًا لدرجة الحرارة العالمية ، حيث انه قد تكون أقرب محطة رصد جوي على بعد مئات أو حتى آلاف الكيلومترات عن محطة الرصد الجوي الاخرى , وبالتالي فإن تقدير درجات الحرارة في هذه المساحات الشاسعة امر غير منطقي بالمطلق , علاوة على ذلك فان محطات الرصد الجوي الموجودة في المناطق الروسية والشرق اوروبية مثلاً تكون داخل المدن وبالتالي تتأثر بلون الاسفلت الاسود على الشوارع والذي يعمل على امتصاص حرارة الشمس , اضافة الى ان المدن المكتظة تكون درجات الحرارة فيها مرتفعة بشكل غير طبيعي بسبب النشاطات البشرية "عندما يتم استبدال الغطاء النباتي الطبيعي بالمباني والأرصفة ومصادر الحرارة غير المرغوب فيها مثل مكيفات الهواء والسيارات ، يتغير المناخ المحلي حول موقع محطة الرصد الجوي او مقياس درجات الحرارة".
فهل الاحترار العالمي المزعوم هو نتيجة لاخطاء عمليات القياس في الرصد الجوي وليس بسبب الغازات الدفيئة ؟
عموماً , فان المؤشرات العامة حتى اللحظة تشير الى استمرار نفس سلوك التبريد في النصف الشمالي من الأرض في الموسم الشتوي القادم على الرغم من اخطاء القياس في الرصد الجوي , وسنوافيكم باخر المستجدات من خلال سلسلة من التقارير هنا على المركز العربي للمناخ باذن الله تعالى
والله دائما اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
-
الارض تبرد | حرارة الأرض تستمر في الانخفاض بشكل كبير ومتسارع وموجات قطبية تنتشر وتضرب دول العالم تشمل الدول العربية
المركز العربي للمناخ - تقرير حصري - المهندس احمد العربيد
اشرنا في عدة تقارير سابقة في المركز العربي للمناخ ان الأرض بدأت تبرد نتيجة لانخفاض النشاط الشمسي المستمر منذ الدورة الشمسية الماضية "24 "وحتى الدورة الشمسية الحالية التي بدأت هذا العام والتي تحمل الرقم 25 . وعلى ما يبدو ان نشاط البراكين هذا العام ايضاً ساهم في زيادة سرعة التبريد في الغلاف الجوي نسبياً , نظراً لان ما تنفثه البراكين من غازات ورماد يعمل على امتصاص حرارة الاشعاع الشمسي ويقلل من الاحترار الأرضي .
الشمس خاملة
"عندما يكون النشاط الشمسي مرتفعًا ، يكون التيار القطبي النفاث ضيقًا ومستقرًا ومتمركزاً في العروض العليا من نصف الكرة الارضية الشمالي , ويتبع إلى حد ما مسارًا مستقيمًا وبالتالي ينحصر الهواء البارد شمالاً بشكل عام . ولكن عندما يكون النشاط الشمسي منخفضًا ،فان التيار النفاث يصبح متعرجاً وينخفض ليتمركز فوق العروض الوسطى , وبالتالي تنتقل البرودة القطبية الى مناطق العروض الوسطى والاجزاء الشمالية من العروض الدنيا , لينتشر على اثرها البرد القارس ويغطي اجزاء واسعة من نصف الكرة الأرضية الشمالي .
حاليا انطلقت الدورة الشمسية رقم 25 , ومن المفترض بالوضع الطبيعي ان يتصاعد النشاط الشمسي بشكل متسارع والذي يتمثل بزيادة عدد البقع الشمسية التي تظهر على قرص الشمس , ولكن هذا السيناريو الطبيعي لم يحدث , فلقد انطلقت الدورة الشمسية الاخيرة بمعدل شديد الانخفاض عن الوضع الطبيعي , هذه البداية تنذر بان الارض بدأت حقبة تبريد جديدة ستمتد على الأقل حتى منتصف هذا القرن , وفقاً لاخر الدراسات التي اجريت على حالات مماثلة تتركز حول الحقب الباردة التي اثرت على الأرض .
كانت الشمس فارغة تماما من البقع الشمسية خلال الاسبوعين الماضيين , ما ينذر بما تم توقعه سابقاً بان الدورة الشمسية الجديدة ستكون خاملة كسابقتها , وبالتالي تدخل الأرض بحقبة باردة طويلة الأمد نسبياً , وسنلمس ذلك خلال السنوات القادمة بشكل ملحوظ باذن الله تعالى .
الأرض تبرد
مؤخراً تعرض نصف الكرة الأرضية الشمالي الى موجات تجمد كبيرة وواسعة الانتشار :
سجلت درجات الحرارة انخفاض كبير في جميع أنحاء الكوكب ، لا سيما في نصف الكرة الارضية الشمالي - حطمت كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا الاف الارقام القياسية من حيث انخفاض درجات الحرارة وتراكم الثلوج ، والآن يبدو أن وضع التبريد العالمي سيشتد أكثر...
تُظهر إصدارات النموذج الامريكي GFS انتشاراً هائلًا للبرودة القطبية على مستوى نصف الكرة الأرضية الشمالي بدأ منذ الأسبوع الماضي وحتى الان ، مع انتشار الكتل الهوائية القطبية لتغطي معظم خطوط العرض الوسطى .
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم ولتصلك اخر اخبار الطقس ,حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
في الولايات المتحدة الامريكية . تسببت موجة البرودة الكبيرة والتاريخية والتي تسببت بعواصف ثلجية نادرة الحدوث بارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية ، مع غرق ما لا يقل عن 5 ملايين شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الظلام ، غير قادرين على تدفئة منازلهم. وكانت درجات الحرارة يوم الاثنين الماضي في الولايات المتحدة الامريكية ما دون الصفر المئوي بنسبة 80% تقريبا من مساحة البلاد .
تمددت البرودة القطبية بشكل غير طبيعي إلى ان وصلت الى أقصى الجنوب على اثر تدفق تيار نفاث خطي ضعيف ومتموج - وهي ظاهرة يُتوقع أن تزداد خلال السنوات / العقود القادمة حيث يزداد تأثير الحد الأدنى من الطاقة الشمسية (النشاط الشمسي المنخفض) بشكل واضح.
قال نيل تشاترجي ، عضو في منظمة العفو الدولية: "لقد كنت أتابع أسواق الطاقة منذ فترة ، ولا أستطيع أن أتذكر حدثاً مماثلاً لموجة قطبية أثرت على مساحة كبيرة من البلاد بهذه الطريقة - الوضع حرج " هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأمريكية.
التجميد الكبير الذي تتعرض له أمريكا الشمالية هو مجرد حدث واحد من سلسلة أحداث الموجات القطبية شديدة البرودة والتي أدت إلى انهيار شبكات الكهرباء وأسواق الطاقة على مستوى العالم من اليابان والصين وباكستان إلى المملكة المتحدة وفرنسا في الأشهر الأخيرة.
ادت موجة البارد هذه الى تحطيم ما لا يقل عن 2400 رقم قياسي لدرجات الحرارة الباردة في الولايات المتحدة الامريكية بين 12 و 16 شباط 2021 .قال مركز NWS Weather Prediction Center إنه وخلال الأسبوع الماضي فقط ، تأثرت الكثير من مناطق العروض الوسطى والدنيا بموجات باردة غير معتادة وثلوج كثيفة بشكل غير طبيعي ونادر .
لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم ولتصلك اخر اخبار الطقس ,حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
اما بخصوص موجة البرد التي تؤثر على المنطقة العربيةاشرنا في تقرير سابق تم نشره بتاريخ 10 شباط وتوقعنا في نشرتنا الشهريةالتي تم نشرها بتاريخ 4 شباط : ان الموجة القطبية الباردة التي تؤثر حاليا على مختلف البلاد العربية والتي يتركز تأثيرها المباشر على مختلف دول بلاد الشام والعراق ومصر وشمال السعودية , تعتبر تاريخية من حيث المساحة الجغرافية التي تغطيها , والتي تمتد من القطب الشمالي وتغطي اغلب دول الشرق الاوسط من الشمال الى الجنوب وصولاً الى مناطق جنوب الجزيرة العربية ووسط افريقيا , واشرنا انه ومن المحتمل ان تمتد هذه الموجة الباردة وعلى فترات حتى نهاية شهر شباط على اقل تقدير بعد ان ضربت العاصفة الثلجية " أمل " المنطقة .وكما توقعنا في المركز العربي للمناخ : اندفعت يوم الاثنين الماضي رياح قطبية شديدة البرودة في جميع الطبقات صوب وسط البحر الأبيض المتوسط , تعرضت على اثرها أجزاء واسعة من تونس وليبيا وشرق الجزائر الى موجة قطبية سطحية باردة جدا , وانخفضت درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوي في مختلف المناطق , بينما تساقطت الثلوج على مختلف المرتفعات الجبلية في ليبيا. وبحسب المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية ، فقد سُجلت درجات حرارة تحت الصفر في عدة مدن - منها البيضاء ونالوت والمرج ، وكذلك الجبل الأخضر وجبل نفوسة.
يظهر الفيديو التالي تساقط الثلوج وتراكمها فوق الجبل الأخضر في ليبياكما عانت جمهورية مصر العربية من موجة برد غير معتادة في الآونة الأخيرة ، مع تساقط كثيف للبرد في الإسكندرية والبحيرة وبورسعيد. اضافة الى تساقط الثلوج على مرتفعات سيناءوفي حينه ضربت مرتفعات بلاد الشام " الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان " والتي تزيد عن 800 م عن سطح البحر عاصفة ثلجية - عاصفة الأمل - والتي ادت الى تساقط الثلوج حتى مستويات 400 م عن سطح البحر .تساقطت الثلوج ايضاً حتى وصلت مرتفعات شمال السعودية , يظهر الفيديو التالي تساقط الثلوج فوق جبال تبوك السعوديةاختفاء اثار ارتفاع درجات حرارة الأرض عن المعدلات الطبيعية :تظهر اخر بيانات الرصد الجوي من المراكز العالمية انخفاض متوسط درجة حرارة الأرض بشكل كبير , لامس المعدل الطبيعي العام , وهذا ما يدل على اختفاء اثار الاحتباس الحراري نسبة الى درجات حرارة الأرضفهذه البيانات توضح ان الانخفاض الكبير الذي طرأ على درجات حرارة الارض مؤخراً عمل على اعادة مؤشر القياس العام الى المعدلات الطبيعيةارتفع مؤشر الغطاء الثلجي مؤخراً في الولايات المتحدة الامريكية الى مستويات قياسية وفقاً لبيانات وزارة البيئة وتغير المناخ الكنديةايضا ارتفع مؤشر الغطاء الثلجي الخاص بالقارات متجاوزاً المعدل العام 1998-2011 ،
والله تعالى اعلى واعلمالمهندس احمد العربيدلا مانع من النقل والتداول شريطة ذكر المصدر : المركز العربي للمناخ - المهندس احمد العربيدلمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم ولتصلك اخر اخبار الطقس ,حمل تطبيق المركز العربي للمناخ " اضغط هنا للتحميل "
-
الارض تبرد | منغوليا تسجل ابرد شتاء في السجلات المناخية والحيوانات تتجمد بشكل مخيف في كازاخستان
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
البرد القياسي الذي يجتاح حاليًا معظم كوكبنا ليس بسبب الاحتباس الحراري ،والثلوج المتراكمة التي تغطي مساحات ضخمة من نصف الارض الشمالي ليست مرتبطة على الإطلاق بزيادة في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي , استناداً الى المعطيات التي تردنا من مراكز المناخ العالمية.
يضعف النشاط الشمسي المنخفض حالياً التيارات النفاثة التي تحول تدفقها إلى تيار "خطي" متموج يسحب الهواء القطبي من الشمال الى الجنوب . إضافة إلى ذلك ، ينتج عن انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية أيضًا تدفق الأشعة الكونية ذات النواة السحابية ، ولأن الغيوم تحجب الاشعاع الشمسي عن الارض ، فإن هذا يزيد من التبريد ، فضلاً عن زيادة هطول الأمطار المحلية. بينما ثالثًا ، يؤدي بناء كتل الجليد إلى زيادة تأثير البياض بالتالي تكون النتيجة انعكاس اكثر للاشعاع الشمسي . هذه ليست سوى ثلاثة من التأثيرات "المعروفة" وهناك بالطبع المزيد ، بما في ذلك النشاط البركاني .
وعلى اثر الانخفاض الحاد في درجة الحرارة العالمية في نهاية عام 2020 ، استمرت البرودة القياسية بتحطيم الارقام القياسية المسجلة في السجلات المناخية في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي: روسيا العابرة للقارات محصورة حاليًا تحت كتلة من هواء القطب الشمالي الذي أدى إلى تدني درجات الحرارة بمقدار 20 درجة مئوية عن المتوسط العام .
على اثر تموج التيار القطبي النفاث وضعفه مؤخرا تدفقت هذه البرودة القطبية إلى أقصى الجنوب الى ان وصلت الى الهند والصين حيث وصلت واردات الغاز الطبيعي المسال الى مستويات قياسية نظراً لزيادة الطلب بشكل كبير لتوفير الدفئ .
بين روسيا والصين توجد دولتان ضخمتان هما كازاخستان و منغوليا - هذه الدول ضخمة من حيث "المساحة الإجمالية" ، حيث تعد الأخيرة تاسع أكبر دولة على هذا الكوكب حيث تبلغ مساحتها 2749900 كيلومتر مربع.
تواجه منغوليا حالياً واحدة من "فصول الشتاء الأكثر قسوة على الإطلاق" ، وفقًا لتقارير media.ifrc.org ، حيث تعرضت منغوليا الى أدنى مستويات في درجات الحرارة وصلت عند -50 درجة مئوية (-58 فهرنهايت) لأيام وأسابيع متتالية. وبالنظر إلى المستقبل ، تشير التوقعات المحلية إلى احتمالية اشتداد البرد بصورة كبيرة خلال الفترة القادمة.
يهدد الشتاء القارس - المعروف باسم dzud - صحة وسبل عيش الآلاف من الرعاة المنغوليين الذين يعيشون في المقاطعات الوسطى والجنوبية النائية من البلاد ، ونتيجة لذلك ، أصدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر امر صرف لاموال مستعجلة مخصصة للطوارئ لمساعدة حوالي 2000 أسرة راعية ضعيفة.
لكن من المضحك أن الصليب الأحمر المنغولي يقول ان الشتاء القارس هذا العام حدث بسبب "الاحتباس الحراري" ، حيث قال أمينه العام بولورما نوردوف: "ببساطة انتظار وقوع الكوارث لم يعد خيارًا. يؤدي تغير المناخ إلى المزيد من الكوارث المتكررة والخطيرة ".
في غضون ذلك ، وفي كازاخستان ، كان "الاحتباس الحراري المزعوم !! " منشغلاً بتجميد الحيوانات حتى الموت.
تظهر مقاطع فيديو "مخيفة" انتشرت عبر الإنترنت الأرانب والكلاب والأغنام والثعالب وهي مجمدة وسط درجات حرارة منخفضة تصل إلى -56 درجة مئوية (-68 فهرنهايت) - تشبه المشاهد الماموث السيبيري "المحنط" .جائت هذه الظروف على اثر تسجيل درجات حرارة في سيبيريا النائية وصلت الى -58.3 درجة مئوية (-73 درجة فهرنهايت) تحت الصفر.
بناء على محطة الأرصاد الجوية الرسمية في Oymyakon ،في روسيا مؤخرًا تم تسجيل درجات حرارة في سخا وصلت إلى -59 درجة مئوية (-74.2 فهرنهايت) تحت الصفر ، هذا وافاد بعض المواطنين ان درجات الحرارة التي سجلت من خلال موازين الحرارة الخاصة بهم وصلت إلى -67 درجة مئوية. (-88.6F) والتي ، إذا كانت صحيحة ، ستكون من بين أبرد درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق في نصف الكرة الشمالي ، وتقترب بشكل خطير من أدنى مستوى تم تسجيله مؤخرًا على الإطلاق عند -69.6 درجة مئوية (-93.3 فهرنهايت) والذي تم تسجيله في جرينلاند في ديسمبر .22 ، 1992.
والله اعلى واعلم - المهندس احمد العربيد
-
العالم الروسي أوسكين : الأرض بدأت تبرد , ونحن على اعتاب عصر جليدي مصغر
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
أعلن أليكسي أوسكين، احد ابرز الباحثين في جامعة موسكو، أن النشاط الشمسي في السنوات الأخيرة تغير بصورة غير متوقعة والذي قد يؤدي إلى بداية عصر جليدي مصغر بدلا من الاحتباس الحراري.
ويقول اوسكين "نلاحظ حاليا انخفاض واضح وصريح في الحدود العليا للنشاط الشمسي , نحن الآن نتحدث ليس فقط عن الاحترار العالمي، لان انخفاض النشاط الشمسي قد يؤدي الى تبريد عالمي ، كما حدث في القرن السابع عشر. أي سيغطي الجليد نهر التايمز، ولكن من الصعب تخيل ماذا سيحصل في روسيا".
ويشير ، إلى أنه وفقا للدراسات المتعلقة في متابعة اعداد البقع الشمسية، لوحظ انخفاض النشاط الشمسي خلال القرن السابع عشر بأكمله. بحسب استنتاجات عالم الفلك إدوارد ماوندير، الذي درس في نهاية القرن التاسع عشر، سجلات علماء الفلك السابقين.
ووفقا له، تميز القرن السابع عشر بانخفاض حاد في درجات الحرارة، حيث تجمد نهر التايمز في انجلترا، وتساقطت الثلوج في شهر أغسطس في روسيا، وهذا بدوره تسبب في انخفاض المحاصيل الزراعية وفقدان 15% من سكانها. وابتكر سكان هولندا في تلك الفترة معدات التزلج والزلاجات الشراعية، التي استخدموها في نقل البضائع على جليد بحر الشمال من ميناء إلى آخر. حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لمعرفة حالة الطقس ل 14 يوم وليصلك كل جديد "اضغط هنا للتحميل"
-
العلماء يحذرون من دخول الأرض في عصر جليدي مصغر بسبب انخفاض النشاط الشمسي !!
المركز العربي للمناخ- حصري - المهندس احمد العربيد
عند ذكر مصطلح "العصر الجليدي" , فاول ما يتبادر الى الذهن هو الجليد المنتشر والذي يغطي كل شيء على الأرض , وحيوان الماموث بشكله العجيب وفروه المتجمد والمغطى بالجليد والثلج .
في هذا التقرير لن نتطرق لهذا النوع من العصور الجليدية الكبيرة والتي تستمر لمئات والاف السنين , بل سنتطرق الى العصور الجليدية المصغرة مثل العصر الجليدي المصغر الاخير الذي اثر على الكوكب قبل 170 سنة تقريبا , والذي يرجح العلماء حدوثه خلال الفترة القليلة المقبلة , ان لم يكن قد بدأ بالفعل.
المصدر الرئيسي الذي يغذي غلافنا الجوي بالحرارة هو الشمس , واي تغير يحدث على الشمس يتأثر به مناخ الكرة الأرضية بشكل مباشر.
الشمس تتعرض في بعض الاوقات لنشاط وفي اوقات اخرى تكون خاملة وهذه العملية تسمى ب " الدورة الشمسية " وتستمر لمدة 11 عام كمتوسط و بشكل دوري , ونستدل على نشاط الشمس من خلال زيادة عدد البقع الشمسية التي تظهر على سطحها.
عندما تكون الشمس نشطة , تقوم بارسال اشعتها الحارة بشكل اكبر للكرة الارضية , بالتالي ترتفع حرارة الأرض , وعندما يقل النشاط الشمسي تنخفض حرارة الأرض نظراً لان كمية الاشعاع الحراري تكون قليلة .
في عام 2008 بدأت الدورة الشمسية التي تحمل الرقم 24 , وعندما وصلت هذه الدورةالى ذروتها الزمنية في عام 2013 الذي كان من المفروض ان تكون فيه الشمس بكامل قوتها , وتصل فيها البقع الشمسية يومياً ل 150 بقعة , بدأ العلماء يرصدون انخفاض كبير بنشاط الشمس , أي بدلاً من ظهور 150 بقعة شمسية باليوم الواحد , كانت تظهر 50 بقعة فقط وفي بعض الايام كانت تخلوا الشمس من أي بقعة شمسية .
هذه الفترة التي تكون فيها الشمس خالية من البقع الشمسية وتسجل عدد بقع اقل من المعدلات ولوقت طويل تسمى grand solar minimum , او انخفاض النشاط الشمسي الكبير . في هذه اللحظة استذكر العلماء حادثة مشابهة كانت فيها الدورات الشمسية تسجل اعداد اقل بكثير من المعدلات العامة , وعندها بدأت حرارة الأرض بالانخفاض بشكل ملحوظ , ودخلت بمرحلة تعرف بالعصر الجليدي المصغر , أو الحقبة الباردة , وسميت هذه الفترة بفترة دالتون الدنيا Dalton minimum , نسبة الى مكتشفها جون دالتون .
امتد العصر الجليدي المصغر "الأخير" من عام 1790 لعام 1830 تقريباً, أي ان هذه الفترة البارد كانت قبل حوالي 170 سنة .
من اثار العصر الجليدي المصغر في ذلك الوقت انه قد تسبب في انتشار الموجات الباردة والتي امتدت حتى وصلت بعض المناطق الدافئة والمدارية والاستوائية على غير العادة , وادى الى اختلال كامل في انظمة المناخ بالعالم , فتركزت الموجات الحارة في مناطق كان من المفترض ان تكون باردة وتمركزت الموجات الباردة في مناطق كان من المفترض ان تكون دافئة .
وللعلم , الموجات الحارة موجودة في العصور الجليدية الكبيرة ايضاً , لان الموجات الحارة عبارة عن كتلة من الرياح تتميز بدرجات حرارة مرتفعة ومتشابهة في الخصائص , لكن بشكل عام في الحقبات الباردة يقل عدد الموجات الحارة لكن لا تختفي بشكل كامل .
في الحقبة الباردة الاخيرة او العصر الجليدي المصغر الاخير " قبل 170 سنة " انخفضت درجة حرارة الكوكب بمعدل درجتين مئويتين عن المعدل, وحدثت اضطرابات جوية عنيفة بالاضافة الى ان انخفاض درجات الحرارة ساهم في انتشار الاوبئة, وارجح بعض المؤرخين ان احد اهم اسباب انهيار الخلافة العثمانية كان الطقس البارد في ذلك الوقت, والذي ساهم في انتشار المجاعات بسبب نقص الغذاء بعدما تدمرت المحاصيل الزراعية.
الدورة الشمسية الماضية التي تحمل الرقم 24 والتي امتدت من عام 2008 لعام 2020 كانت دورة ضعيفة للغاية , ومنذ ذلك الوقت بدأ العلماء بملاحظة تغيرات قوية تحدث في انظمة الطقس والمناخ على الكوكب , احدهم هاي التغيرات كان ما يعرف بتموج التيار النفاث .
التيار النفاث اوjet stream :
بشكل مبسط , هو حزمة من الهواء المتدفق شديد السرعة يدور من الغرب الى الشرق في العروض العليا, ويتميز بانه يفصل الهواء القطبي البارد عن الهواء الدافئ بشكل نسبي .
لوحظ على التيار النفاث انه ,في اوقات النشاط الشمسي المرتفع يكون شكله شبه منتظم ويحافظ على الرياح الباردة بان تكون حول الاقطاب , لكن مع اوقات النشاط الشمسي المنخفض تتحول حركته لتصبح متموجه بشكل كبير .
وهذا الشيء يؤدي الى ان الكتل الهوائية القطبية الباردة جداً تتجه وتتعمق صوب المناطق الدافئة والشبه مدارية والاستوائية بشكل اكبر وبنفس الوقت تتجه الكتل الهوائية الدافئة الى الأقطاب .
هذا التأثير يسمح للهواء البارد بالانتشار في الكوكب بدلاً من ان يتمركز حول الأقطاب , وذلك , تتعرض كثير من مناطق العالم الشبه دافئة والدافئة لموجات انجماد وبرد غير معتادة خصوصاً في فصل الشتاء .
كمثال , نلاحظ انه عندما يتمركز مرتفع جوي وسط القارة الاوروبية لمدة طويلة مثلما حدث في موسم الشتاء الماضي 2021/2022 كيف أن الكتل القطبية تنزلق باتجاه بلاد الشام واحياناً تتعمق باتجاه الجزيرة العربية والعراق وتتسبب بتساقطات ثلجية نادرة الحدوث هناك .
هذه الوضعية تتكرر بشكل كبير في اوقات انخفاض النشاط الشمسي واحياناً تستمر لوقت طويل , مثل الموجات الباردة التي اثرت على بلاد الشام هذا العام والتي لم تتوقف منذ بداية شهر 1 وحتى شهر 3 , وكانت الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان واجزاء من العراق ومصر وشمال السعودية تتعرض لدرجات حرارة منخفضة جداً وبشكل مستمر .
الدورة الشمسية الجديدة "الحالية" والتي تحمل الرقم 25 والتي بدأت السنة الماضية 2021 ,, على ما يبدوا انها ستكون دورة ضعيفة كالدورة السابقة والتي تحمل الرقم 24 حسب توقعات وكالة ناسا , بالتالي من المتوقع انه تبدأ الأرض بالدخول في حقبة باردة او عصر جليدي مصغر بشكل تدريجي حسب ترجيح بعض العلماء .
اخر قراءة للنشاط الشمسي قبل ايام تظهر الضعف الواضح في هذا النشاط ونلاحظ كيف ان المؤشر بدأ بالانحدار بشكل كبير بدلاً من الصعود لأعلى , وهنا تظهر لدينا الكثير من التساؤلات حول ما هو قادم خلال موسم الشتاء المقبل والسنوات التي تليه ؟
سنقوم بمشيئة الله تعالى بالاجابة عن الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع من خلال سلسلة من الفيديوهات سيتم نشرها على موقع المركز العربي للمناخ وحساباتنا على الفيسبوك و يوتيوب وتيك توك وانستجرام.
والله تعالى دائماً اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
لا مانع من النقل والتداول شريطة ذكر المصدر "المركز العربي للمناخ"
-
تسجيل انخفاض ملحوظ ونادر للنشاط الشمسي , وتقلبات مناخية حادة تلوح بالافق مليئة بالعواصف
المركز العربي للمناخ- حصري - المهندس احمد العربيد
منذ سنوات ونحن نتابع اوضاع الشمس ونقوم بمراقبة سلوكها بصورة مستمرة خصوصاً بعد ان كانت الدورة الشمسية الماضية والتي تحمل الرقم 24 ضعيفة للغاية مما جعل الكثير من العلماء يطلقون تحذيرات باننا وشيكون على دخول عصر جليدي مصغر , لاسيما ان مختلف النماذج التي تقيس النشاط الشمسي اشارت في تنبؤاتها الى ان الدورة الشمسية الحالية والتي تحمل الرقم 25 ستكون ضعيفة ايضاً, مما يجلعنا معرضون لظروف مشابهة كانت قد مرت بها الشمس قبل حوالي اكثر من قرن من الان .
نستدل الى قوة النشاط الشمسي من خلال قياس عدد البقع الشمسية التي تظهر على سطح الشمس والتي يتم رصدها من قبل مراكز متخصصه مثل وكالة ناسا على سبيل المثال , وكلما زاد عدد البقع الشمسية كلما كانت كمية الاشعاع الشمسي التي تصل الى الارض اعلى وبالتالي ترتفع الحرارة كنتيجة طبيعية لهذا السلوك , والعكس صحيح , فكلما قل عدد البقع الشمسية تقل كمية الاشعاع التي تصل الارض فتنخفض حرارة الكوكب بالكامل .
في الفترة الممتدة من عام 1880 وحتى عام 1914 , ونتيجة لانخفاض عدد البقع الشمسية ( انخفاض النشاط الشمسي ) لثلاثة دورات شمسية متتالية ( كل دورة شمسية 11 عام ) فقد انخفضت حرارة الارض بمقدار درجة ونصف الى درجتين مئويتين , وهذا بدوره ادى الى دخول الارض بما يعرف بالعصر الجليدي المصغر او الحقبة الباردة , ففي هذه الفترة عانا سكان كوكبنا من انتشار موجات البرد التي ادت الى دمار الكثير من المحاصيل الزراعية وانتشار الامراض والاوبئة نتيجة البرد الشديد والتغيرات المناخية الخطيرة .
تؤدي التغيرات في درجات الحرارة الى خلق منظومة جوية متطرفة للغاية , ينتج على اثرها سلوك غريب للفصول الاربعة , فتحدث الازاحة الموسمية والمقصود بها حدوث موجات البرد او الحر في اوقات غير معتادة , وهذا ان حدث خلال الفترة الحالية سيؤدي الى تفاقم ازمة المناخ العالمية التي تعاني منها الارض حالياً . فمن المعروف ان التغيرات المناخية تعتبر شديدة التأثير وخطيرة للغاية وذلك استناداً الى الدراسات التي اجريت على حلقات الاشجار ونظار الكربون والتي نتستنج من خلالها الى ان التغيرات المناخية الطبيعية التي مرت على الارض كانت فتاكة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
في بداية كل شهر , تبدأ النماذج المتخصصة في مجال رصد الشمس بانتاج التقارير التي تبين سلوك النشاط الشمسي خلال الاشهر الماضية , وهنا استوقفنا تقرير مركز تحليل بيانات التأثيرات الشمسية Solar Influences Data analysis Center (SIDC) الصادر قبل ايام قليلة , والذي اشار الى انخفاض ملحوظ في النشاط الشمسي خلال الشهر الماضي ( ابريل ) , بحيث ان عدد البقع الشمسية التي تم رصدها كان قليل للغاية ( اقل من 120 بقعة ) مقارنة بالمعدل العام ( 200 بقعة ) , في الوقت الذي من المفترض فيه ان ندخل ذروة النشاط الشمسي في الدورة الشمسية الحالية والتي تحمل الرقم 25 كما نلاحظ في الصورة التالية :
هذه المؤشرات حقيقة تؤكد التنبؤات في ان تكون الدورة الشمسية الحالية ( 25 ) مشابهة لسابقتها ( 24 ) مما يجعلنا امام دورتين شمسيتين منخفضتي النشاط , وهذا يذكرنا بما حصل قبل اكثر من 100 عام عندما انخفضت حرارة الارض ودخلت في حقبة التبريد ( العصر الجليدي المصغر ) نتيجة انخفاض النشمسي لدورتين متتاليتين .
في حال استمرار انخفاض النشاط الشمسي على هذا الشكل , فاننا مقبلون على تغيرات مناخية حادة وملحوظة بصورة اكبر من السابق , على الرغم من المؤشرات حالياً تبين الى ان الارض تعاني من تغيرات مناخية , فان هذا السلوك الشمسي سيفاقم من ازمة المناخ مما يؤدي الى اثار تدميرية وشيكة خلال السنوات المقبلة وبصورة تصاعدية , فسنلاحظ زيادة في قوة العواصف والاعاصير حول العالم تزامناً مع حدوث ازاحة موسمية تغير طبيعة الفصول الاربعة وتوقيت بدايتها ونهايتها , وكنتيجة لذلك نتوقع ان يتأثر القطاع الزراعي بصورة مباشرة بهذا الحدث مما يزيد من المخاوف التي تهدد الامن الغذائي العالمي , بالاضافة الى زيادة مستويات خطر الفيضانات والعواصف الثلجية والجفاف في بعض المناطق حول العالم نتيجة التقلبات الحرارية الحادة تزامناً مع انقلاب انظمة الضغط الجوي السائدة والطبيعية .
والله تعالى دائماً اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
المراجع :
https://www.sidc.be/silso/ssngraphics
https://www.swpc.noaa.gov/phenomena/sunspotssolar-cycle
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7575229
https://www.nature.com/articles/s41598-021-84830-5 -
في حال استمرار انخفاض النشاط الشمسي ,الأرض مقبلة على تبريد كبير لم يحدث منذ 100 عام
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
في السنوات القليلة الماضية وتحديداً منذ عام 2008 وحتى عامنا الحالي 2021، كانت الشمس في أضعف حالاتها منذ أكثر من قرن. تم الكشف عن هذا من خلال قياس عدد البقع الشمسية (كما هو موضح في المسار الزمني مقارنة بعدد البقع الشمسية في الصورة أدناه) :
من المعروف ان النشاط الشمسي يتذبذب في دورة تقدر ب 11 عامًا تقريبًا. كما هو موضح أعلاه ، انتهت اخر دورة شمسية والتي تحمل الرقم (24) بمعدل مشابه لما حدث قبل اكثر من 100 عام "الحد الأدنى للنشاط الشمسي"والذي استمر منذ عام 1880 الى عام 1914 على فترات -وهي فترة مشهورة بانخفاض النشاط الشمسي فيها لعدة دورات وحدث على اثرها ما يعرف بالعصر الجليدي المصغر او حقبة التبريد العالمي بسبب انخفاض النشاط الشمسي الكبير grand solar minimum , وانتشرت المجاعات بسبب تلف المحاصيل في اوروبا بسبب البرد والامراض ومنها الطاعون الذي ساهم في انهيار الحضارة العثمانية .
الفترة الممتدة منذ عام 1645 الى عام 1715كانت فترة نشاط شمسي منخفض ايضاً وطويل الامد نسبياً , واطلق على هذه الفترة ب ماوندر مينيموم mounder minimum , في هذه الفترة والتي انخفض فيها النشاط الشمسي بشكل كبير بناء على تقاير وكالة ناسا دخلت أوروبا وأمريكا الشمالية في فترة تبريد كبير وتعرضت لموجات انجماد واسعة وطويلة الامد : "منذ عام 1650 إلى عام 1710 ، انخفضت درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي عندما دخلت الشمس في فترة انخفاض النشاط الشمسي المعروفة بماوندر مينيموم . خلال هذه الفترة ، ظهر عدد قليل جدًا من البقع الشمسية على سطح الشمس ، وانخفض السطوع الكلي للشمس بشكل طفيف. وسميت هذه الفترة بفترة العصر الجليدي الصغير ، امتدت الأنهار الجليدية الألبية فوق الأراضي الزراعية والوديان ؛ وزحف الجليد البحري جنوبا من القطب الشمالي .
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اخر اخبار الطقس ولمعرفة حالة الطقس في منطقتك ل 14 يوم مجاناً .. لتحميل تطبيق المركز العربي للمناخ اضغط هنا
من الجدير بالذكر انه وعند انخفاض النشاط الشمسي ودخول الارض في فترة تبريد كبير , فان هذا التبريد لا يؤثر على كافة مناطق العالم , وانما قد تستمر بعض المناطق في التعرض لموجات دافئة وحارة نظراً لان الكتل الهوائية الحارة استناداً الى فيزياء المناخ تبقى متواجدة كرد فعل طبيعي لمناخ الأرض ولكن يقل عدد الموجات الحارة والكتل الهوائية الدافئة بشكل كبير وملحوظ. توضح الخريطة التالية من وكالة ناسا والتي تسمى ب "خريطة انحراف درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعي اثناء انخفاض النشاط الشمسي الكبير في فترة دالتون " ، فإن مناطق مثل القطب الشمالي وألاسكا وشمال المحيط الأطلسي كانت دافئة أثناء نوبات وموجات التبريد "العالمي" وباقي المناطق انخفضت فيها درجات الحرارة عن المعدلات العامة بشكل كبير .
تمر الشمس أيضًا بفترات تسمى النشاط الشمسي الكبير Grand Solar MAXIMUMS - وهي فترات نشاط شمسي مرتفع بشكل غير عادي يزداد فيها عدد البقع الشمسية بشكل ملحوظ ( عكس ما يحدث الان ) , امتد النشاط الشمسي الكبير منذ عام 1914 - إلى عام 2007. وارتفعت درجات الحرارة العالمية خلال هذه الفترة (المعروف أيضًا باسم "الاحتباس الحراري") ، ويفسر جزء كبير من العلماء ان ارتفاع حرارة الأرض في تلك الفترة كان بسبب زيادة النشاط الشمسي التي انتهت منذ عام 2007 , وبدأت الأرض حالياً بالتبريد الحقيقي نتيجة انخفاض النشاط الشمسي الملحوظ , ولا علاقة للغازات الدفيئة برفع حرارة الأرض او انخفاضها حسب بعض الابحاث , والدليل على ذلك ان الدراسات الجيولوجية اظهرت ارتفاع حرارة الأرض في السابق وقبل وجود الصناعات واكتشاف النفط .
بعد الشرح اعلاه , دعونا نوضح ما هو متوقع استناداً الى انخفاض النشاط الشمسي الذي تم رصده مؤخرا :
منذ عام 2008 وحتى يومنا هذا , بدأ العلماء بملاحظة انخفاض النشاط الشمسي بشكل ملحوظ , ويمكن قياس زيادة النشاط الشمسي او انخفاضه كما ذكرنا بواسطة حساب عدد البقع الشمسية خلال الدورة الشمسية الواحدة والتي تمتد لحوالي 11 عام , انخفض النشاط الشمسي وعدد البقع الشمسية خلال الاعوام الاخيرة بشكل كبير عن المعدلات العامة , وسجلت الدورة الشمسية الاخيرة والتي تحمل الرقم 24 مستويات كبيرة في انخفاض عدد البقع الشمسية يشابه ما كانت عليه الشمس قبل اكثر من 100 عام وتعرف تلك الفترة بفترة العصر الجليدي الصغير والتي كانت فيها حرارة الأرض منخفضة بشكل كبير نتيجة انخفاض النشاط الشمسي لدورتين شمسيتين متتاليتين .
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اخر اخبار الطقس ولمعرفة حالة الطقس في منطقتك ل 14 يوم مجاناً .. لتحميل تطبيق المركز العربي للمناخ اضغط هنا
انخفاض النشاط الشمسي الحالي يعمل على ارباك نظامنا المناخي في الغلاف الجوي , ويكون ذلك من خلال حدوث تموجات كبيرة في التيار القطبي النفاث , وهذا من شأنه ان يقوم بتحفيز الرياح القطبية الباردة المتمركزة في القطب الشمالي بالهبوط صوب العروض الوسطى والعروض الدنيا من نصف الأرض الشمالي , وبالتالي تصبح زيارة الرياح القطبية للمناطق الجنوبية مرتفعة بشكل كبير يفوق المعدلات العامة الطبيعية , وتنتقل الكتل الهوائية الباردة على اثر تموج التيار النفاث الى اماكن في العروض الوسطى والدنيا غير معتادة على استقبال هذه الكميات الكبيرة من البرد , مثلما حدث بداية العام الحالي 2021 وتحديدا بتاريخ 17 شباط عندما ضربت موجة برد تاريخية الجنوب الامريكي وشملت ولاية وصحراء تكساس الامريكيا وفلوريدا , وتساقطت الثلوج هناك بشكل نادر وغير معهود , وانخفضت درجات الحرارة هناك الى ما دون 15 تحت الصفر لتحطم تلك المناطق ارقاماً قياسية كبيرة في انخفاض درجات الحرارة استناداً الى الارشيف المناخي الطويل الذي تمتلكه الولايات المتحدة الامريكية . توضح الصورة التالية علاقة وشكل التيار النفاث بانخفاض وزيادة النشاط الشمسي :
توقعات ناسا للدورة الشمسية الحالية ( الصورة في الاسفل ) والتي انطلقت تقريبا نهاية عام 2020 وبداية عام 2021 والتوقعات للدورات الشمسية المقبلة مثيرة للقلق , بحيث انها تشير الى ان الدورة الشمسية الحالية والتي تحمل الرقم 25 ستكون منخفضة النشاط بشكل ملحوظ مثل سابقتها , وهذا يعني احتمالية حدوث تبريد عالمي كبير وبشكل تدريجي ,بدأ هذا التبريد خلال الاعوام القليلة الماضية وسيبلغ ذورته في عام 2030 على ان ينتهي في عام 2050 حسب اخر الدراسات , وهذا مشابه لما حدث قبل اكثر من قرن من الزمن عندما بردت الأرض .
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اخر اخبار الطقس ولمعرفة حالة الطقس في منطقتك ل 14 يوم مجاناً .. لتحميل تطبيق المركز العربي للمناخ اضغط هنا
عوامل اخرى بدأت تظهر تزيد من احتمالية حدوث تبريد سريع للأرض , مثل زيادة نشاط البراكين الكبير الذي حدث خلال العامين الاخيرين , بحيث ان عشرات البراكين ثارت مؤخراً وقذفت ملايين الاطنان من ثاني اكسيد الكبريت في الغلاف الجوي المحيط بالارض , وهذا الغاز بدوره يعمل على عكس اشعة الشمس خارج الأرض وبالتالي تبريدها شيئاً فشيئا .
مستمرين معكم في تغطية اخبار المناخ بطريق مبسطة وبالادلة العلمية كالعادة .. والله تعالى دائما اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اخر اخبار الطقس ولمعرفة حالة الطقس في منطقتك ل 14 يوم مجاناً .. لتحميل تطبيق المركز العربي للمناخ اضغط هنا
-
مع بداية الربيع | منخفض جوي مصحوب بكتلة قطبية غير اعتيادية يؤثر على بلاد الشام ومصر والعراق والسعودية
المركز العربي للمناخ- المهندس احمد العربيد
كما توقعنا في المركز العربي للمناخ في تقرير سابقفإن الاجواء الباردة التي تتأثر بها المنطقة حالياً وتشمل المتوقعة خلال نهاية الاسبوع تعتبر سابقة تاريخية مناخياً , بحيث ان الأرشيف المناخي للمنطقة والذي يتجاوز عمره ال 100 عام يخلوا تماماً من اي حدث مشابه من ناحية البرودة المستمرة خلال شهر اذار , فقد تميز شهر اذار الحالي من العام 2022 بأنه الأبرد في تاريخ شمال الشرق الاوسط ليسجل رقماً قياسياً جديداً في ارشيفنا المناخي , وذلك بسبب استقرار الموجات الباردة القطبية المصدر فوق المنطقة وتجددها باستمرار بواسطة الدعم البارد والمباشر من القطب الشمالي صوب المنطقة .
-
موجة انجماد قياسية تضرب اسيا وتجمد مناطق شاسعة من كوريا الجنوبية
المركز العربي للمناخ - المهندس احمد العربيد
كنا قد اشرنا في مقال سابق , بان مناطق شاسعة من شرق قارة اسيا تتعرض لموجة باردة قياسية , على اثر اندفاع رياح قطبية قارية غطت مساحات شاسعة من القارة الاسيوية , وكنا قد اشرنا ان هذا النزول يعد قياسي في مثل هذا الوقت من العام وان كثير من المناطق
ستسجل قيم باردة قياسية وذلك ناتج عن تبريد كبير يتعرض له الجزء الشمالي من الكرة الارضية والذي ينذر ببداية حقبة باردة .. لقراءة المقال اضغط على العنوان : تبريد كبير بدأ هذا الاسبوع في النصف الشمالي من الكرة الارضية , هل بدأت الحقبة الباردة ؟ واشرنا بنهاية المقال الى ان الاخبار ستبدأ بالانتشار هذا الاسبوع عن اثار هذه الموجة الباردة المدمرة حقيقة .
تعرضت كوريا الجنوبية بأكملها لموجة برد يوم الثلاثاء ، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون -20 درجة مئوية (-4 فهرنهايت) في المناطق الجبلية بمقاطعة جانجون ، على بعد 62 ميلاً (100 كيلومتر) شرق سيول.
كما وردنا من قبل موقع koreatimes.co.kr ، فقد أصدرت إدارة الأرصاد الجوية الكورية (KMA) تحذيرًا من الموجة الباردة أو تحذيرًا لغالبية كوريا الجنوبية حيث انخفضت مقاييس درجات الحرارة الزئبقية إلى أدنى مستوياتها لهذا الموسم عند -23.5 درجة مئوية (-10.3 فهرنهايت) .
اجتاحت درجات الحرارة الصفرية وما دون الصفرية الدولة الواقعة في شرق آسيا بأكملها ، حيث انطلقت كتلة هوائية باردة جدا من القطب الشمالي بشكل غير طبيعي إلى أقصى الجنوب على اثر انخفاض انتظام التيار النفاث القطبي والذي اصبح متموج بشكل كبير :وصلت درجات الحرارة الصباح في العاصمة الكورية سيول إلى -11 درجة مئوية (12.2 فهرنهايت) ، بينما في تشونان -11.5 درجة مئوية (11.3 فهرنهايت) ، وفقًا لإحصائيات ادارة الارصاد الجوية الكورية.
حتى المناطق الجنوبية البعيدة عانت من البرد ، حيث وصلت درجات الحرارة الى -5.6 درجة مئوية (21.9 فهرنهايت) في بوسان ، و -5 درجة مئوية (23 فهرنهايت) في كوانغجو .
وترافق انخفاض درجات الحرارة هذا بتساقط ثلوج قياسي ومبكر والتي وصلت الى بعض المناطق الساحلية الغربية وجزيرة جيجو ، مما دفع ادارة الارصاد الجوية الكورية إلى اطلاق إنذار بثلوج كثيفة لتلك المناطق وجزيرة Ulleung في البحر الشرقي.
تجاوزت سماكة الثلوج المتراكمة في الصباح الى 15 سم (5.9 بوصات) في المناطق الساحلية الغربية من مقاطعة جولا الجنوبية ، بينما من المتوقع أن تصل سماكة الثلوج إلى 30 سم (حوالي 2 قدم) في مناطق جيجو الجبلية طوال يوم الثلاثاء 15 ديسمبر.
هذا وذكرت صحيفة koreatimes.co.kr الكورية ، ان شرطة جيجو فرضت قيودًا على حركة المرور على بعض الطرق الجبلية في الجزيرة.
يضرب القطب الشمالي (كما هو موضح في الصورة أدناه والتي تمثل الانحراف في درجات الحرارة السطحية عن المعدلات الطبيعية ) حاليًا جزءًا كبيرًا من قارة آسيا .
من المتوقع أن يشتد تأثير هذه الموجة الباردة بشكل كبير في اجزاء واسعة من قارة اسيا خلال الأيام المقبلة ، وتشير التوقعات ايضا الى احتمالية تندي درجات الحرارة بشكل خطير في وسط وشرق روسيا على وجه الخصوص (كما هو موضح بالصورة ادناه ) لاحظ ايضا ان جزء كبير من استراليا من المتوقع ان يشهد انخفاض كبير على درجات الحرارة والتي من المتفرض انها تتعرض حاليا لاجواء دافئة نتيجة لاقتراب فصل الصيف في الجزء الجنوبي من الكرة الارضية!
هذا وانتشر مقطع فيديو بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يشير الى تساقطات ثلجية كبيرة في باكستان , حيث سجلت بعض المناطق تساقطات ثلجية قياسية نسبة الى هذا الوقت من العام.
وتشير اخر القراءات الاقتصادية المستلمة حديثاً الى ارتفاع معدلات صادرات الغاز المتجه الى اسيا بشكل كبير على اثر هذه الموجة الباردة وارتفع على اثرها سعر الغاز الطبيعي المسال كما هو مبين في الرسم البياني ادناه
-
هل بدأ عصر جليدي مصغر | موجات برد غير مسبوقة اجتاحت دول العالم وحرارة الارض انهارت بسرعة
المركز العربي للمناخ - حصري - المهندس احمد العربيد
عند ذكر مصطلح "العصر الجليدي" , فاول ما يتبادر الى الذهن هو الجليد المنتشر الذي يغطي كل شيء , وحيوان الماموث بشكله العجيب وفروه المتجمد والمغطى بالجليد والثلج .
لك ان تعي جيداً عزيزي القارئ ان العصر الجليدي المشهور ليس هو المقصود في هذا المقال
فهنالك عصور جليدية مصغرة ضربت الارض لفترات زمنية قصيرة نسبياً والتي تعرف ب " الحقبات الباردة " كان اخرها الحقبة الباردة التي حدثت قبل حوالي 200 عام فقط في نهاية القرن الثامن عشر وحتى الربع الاول من القرن التاسع عشر تقريبا ( 1790 م - 1830 م ) والتي اطلق عليها فترة دالتون الدنيا "dalton minimum" وهي فترة انخفض فيها النشاط الشمسي بشكل ملحوظ , وادى هذا الانخفاض في النشاط الشمسي الى انخفاض حرارة الارض بالكامل عن المعدلات بمقدار يصل الى درجة مؤية كاملة , وانتشرت الموجات الباردة والثلوج في مختلف مناطق النصف الشمالي من الكرة الارضية .
الدورة الشمسية الاخيرة التي استمرت منذ عام 2009 الى عام 2020 والتي تحمل الرقم "24" انخفض فيها النشاط الشمسي بشكل ملحوظ ايضاً , وهذا ما اشارت له وكالة ناسا من خلال انظمة المراقبة لديها , وايضاً توقعت ناسا ان تكون الدورة الشمسية الجديدة " الحالية " دورة ضعيفة والتي تتمثل بانخفاض النشاط الشمسي الذي يقرأ من خلال عدد البقع الشمسية المسجلة , ولهذا السبب توقع بعض العلماء ان تدخل الارض في حقبة باردة كالتي حدثت قبل حوالي 200 عام تبدأ بصورة تدريجية وبطيئة من عام 2015 الى ان تبلغ ذورة التبريد حول عام 2035 ميلادي .
حاليا انطلقت الدورة الشمسية رقم 25 , ومن المفترض بالوضع الطبيعي ان يتصاعد النشاط الشمسي بشكل متسارع والذي يتمثل بزيادة عدد البقع الشمسية التي تظهر على قرص الشمس , ولكن هذا السيناريو الطبيعي لم يحدث , فلقد انطلقت الدورة الشمسية الاخيرة بمعدل شديد الانخفاض عن الوضع الطبيعي , هذه البداية تنذر بان الارض بدأت حقبة تبريد جديدة ستمتد على الأقل حتى منتصف هذا القرن , وفقاً لاخر الدراسات التي اجريت على حالات مماثلة تتركز حول الحقب الباردة التي اثرت على الأرض .
كانت الشمس فارغة تماما من البقع الشمسية خلال الاسبوعين الماضيين , ما ينذر بما تم توقعه سابقاً بان الدورة الشمسية الجديدة ستكون خاملة كسابقتها , وبالتالي تدخل الأرض بحقبة باردة طويلة الأمد نسبياً , وسنلمس ذلك خلال السنوات القادمة بشكل ملحوظ باذن الله تعالى .
وبناء على ما سبق بدئنا نلمس انعكاس التبريد العالمي بشكل ملحوظ في عام 2020 , فلقد تميز هذا العام بسهولة كسر اي رقم قياسي وحقيقة يستحق لقب " عام العجائب "
كسر شهر ديسمبر 2020 الماضي ارقاماً قياسية كثيرة مناخياً استناداً الى الارشيف المناخي , واعلنت ذلك دول العالم ومراكز الطقس بكل صراحة , حيث ان اثر التبريد كان كبير وانعكس على حياة الناس مباشرة. هذا ويتوقع ان تستمر هذه الموجات الباردة غير العادية بضرب الكثير من مناطق العالم خلال هذا الشتاء.
رصدنا في المركز العربي للمناخ احداث هذا التبريد اولاً باول
ابتداءً من دول شرق اسيا ووسطها وصولاً الى القارة الامريكية الشمالية واسترالياً ومؤخراً بدئت الموجات الباردة بضرب غرب ووسط القارة الاوربية وصولاً الى شمال غرب افريفيا " دول المغرب العربي" مع توقعات باستمرار الموجات الباردة هناك خلال الفترة القادمة.
ماذا يحدث حول العالم ؟
تجمد نهر التايمز لأول مرة منذ 60 عاما
بداية الثلث الثاني من شهر شباط 2021 , تجمد نهر التايمز للمرة الأولى منذ 60 عاما حيث انخفضت درجات الحرارة في إنجلترا إلى مستويات قياسية بينما بلغ ارتفاع الثلوج حوالي 10 سنتيمترات ووصلت سرعة الرياح إلى 50 ميلا في الساعة.
وكان الـThames تجمد آخر مرة في عام 1963، فيما انخفضت درجات الحرارة في رافين سورث إلى 15.3 درجة مئوية تحت الصفر خلال الليل، بعد أن سجلت سابقا أدنى مستوى لها على الإطلاق 13.1 درجة مئوية تحت الصفر .
وتسبب البرد القارس في اندلاع حرائق برية في ديفون وكورنوال واسكتلندا بسبب جفاف الأعشاب والرياح العاتية.
وقال بروس فاركوهارسون، من خدمة الإطفاء والإنقاذ الاسكتلندية، إن حرائق الشتاء لم تكن غير شائعة بسبب البرد القارس أو جفاف النباتات.
اليابان - سجلت تراكمات الثلوج الضخمة في اليابان ارقام قياسية جديدة خلال ديسمبر ويناير الماضي, اضافة الى انخفاض الحرارة بشكل كبير وغير مسبوق وقياسي ايضاً , مؤخراً توقعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن تستمر موجة البرد " الأقوى منذ عدة سنوات " بالتأثير على البلاد وحذرت من التسبب في اضطراب حركة المرور بالاضافة الى ان السلطات اليابانية قامت بالغاء العديد من الرحلات الجوية , تعتبر اليابان من الدول التي تتلقى كميات ثلوج "ضخمة" كل عام , حيث ان هذا الامر طبيعي ومعتاد في تلك الدولة , ولكن ما هو غير معتاد ان تسجل اليابان ارقاماً قياسية , كتساقط مترين من الثلوج وتراكمها خلال فترة قصيرة من الزمن , او انخفاض درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة في اماكن تعتبر حالات التجمد فيها امر معتاد . للمزيد حول العاصفة الثلجية التي تتعرض لها اليابان اضغط هنا
روسيا - بلد الثلوج والانجماد , تعرضت خلال ديسمبر ويناير الماضيين الى موجات برد عنيفة تركزت في معظمها نواحي سيبيريا , من المعروف ان المناطق السيبيرية تتعرض لاكثر درجات حرارة متطرفة وباردة خلال فصل الشتاء , فمن الطبيعي ان تشاهد في تلك المناطق درجات حرارة حول -40 تحت الصفر , وما هو غير طبيعي ان تتعرض تلك المناطق الى انحراف في درجات الحرارة عن المعدلات العامة بحيث تصل الى سالب 20 درجة عن المعدل !! , هل لك ان تتخيل عزيزي القارئ ما معنى ان تنحرف الحرارة في احد مصادر البرودة في فصل الشتاء عن المعدلات الطبيعية بهذا المقدار الهائل ؟
في شهر كانون الثاني علقت السفينة الروسية العابرة للقارات "سبارتا 3" في الجليد , بعد عدة محاولات لانقاذ السفينة المعتادة على تحطيم الجليد !! فلقد تفاجئ طاقم السفنية بسماكات ضخمة من الجليد تشكلت بسرعة في خليج ينسي مع درجات حرارة تجاوزت الخمسين درجة تحت الصفر "-50" .
اعلن معهد Roshydromet ان اغلب الاراضي السيبيرية تتعرض لاقوى موجة باردة على الاطلاق واكد المعهد في 28 ديسمبر أن " الارقام القياسية لدرجات الحرارة المنخفضة قد كُسرت في بارناول ونوفوكوزنتسك وكيميروفو".
هذا الشهر " شباط " واجهت العاصمة موسكو، موجة صقيع غير طبيعي، لم تشهدها المدينة منذ 10 سنوات، وصلت درجة الحرارة ليلاً إلى 30 تحت الصفر، وفي النهار إلى 21 تحت الصفر.
وأشار خبير في مركز فوبوس للطقس، إلى أن "هذا البرد الشديد غير طبيعي، للغاية ، حيث تنخفض درجة حرارة الطقس 15-20 أقل من المعتاد في شهر شباط/فبراير، لم نشهد مثل هذا الصقيع في موسكو منذ ما يقرب من 10 سنوات".
الصين - حطمت بكين الرقم القياسي المسجل كاخفض درجة حرارة مسجلة في ديسمبر , حيث وصلت درجات الحرارة هناك الى مادون 26 درجة مؤية تحت الصفر , وقفزت على اثر الموجات الباردة المتتالية التي تضرب الصين مؤشرات واردات الغاز الطبيعي المسال لمكافة البرد القارس .
تم تسجيل هذا الانخفاض المذهل البالغ -26 درجة مئوية (-14.8 درجة فهرنهايت) في مرصد بكين فودينج للأرصاد الجوية ، وهو أعلى مرصد للطقس في بكين - وهي قراءة كسرت بشكل مريح الرقم القياسي المسجل في عام 1978. قال مركز الأرصاد الجوية الصيني الرسمي إن موجة البرد اثرت على ما لا يقل عن 27 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ، بينما عانت أجزاء من جنوب الصين ، الواقعة في المنطقة شبه الاستوائية ، من درجات حرارة نادرة تحت الصفر , للمزيد من التفاصيل حول موجة البرد الصينية اضغط هنا
الولايات المتحدة الامريكية - ضربت موجات البرد المتتالية اجزاء واسعة من القارة الامريكية الشمالية هذا الموسم , وتم تسجيل العديد من الارقام القياسية على مستوى درجات الحرارة وسماكة الثلوج خلال ديسمبر خصوصا في مناطق شمال شرق الولايات المتحدة الامريكية , مؤخرا وصلت الرياح القطبية التي تعمقت داخل اليابسة الى مناطق شبه استوائية وخفضت درجات الحرارة هناك بشكل غير مسبوق .
تشير التقارير المستلمة ان الرياح الباردة وصلت الى المكسيك , حيث اضطر السكان الذين اعتادوا على درجات الحرارة الدافئة في يوكاتان المكسيكية إلى الاختباء تحت البطانيات الأسبوع الماضي وذلك على اثر النزول القطبي البارد والمتطرف الذي اجتاح شرق الولايات المتحدة ووصل الى جنوب فلوريدا إلى المكسيك .
مؤخراً في شباط 2021 تسببت موجة البرودة الكبيرة والتاريخية والتي تسببت بعواصف ثلجية نادرة الحدوث بارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية ، مع غرق ما لا يقل عن 5 ملايين شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الظلام ، غير قادرين على تدفئة منازلهم. وكانت درجات الحرارة يوم الاثنين الماضي في الولايات المتحدة الامريكية ما دون الصفر المئوي بنسبة 80% تقريبا من مساحة البلاد .
تمددت البرودة القطبية بشكل غير طبيعي إلى ان وصلت الى أقصى الجنوب على اثر تدفق تيار نفاث خطي ضعيف ومتموج - وهي ظاهرة يُتوقع أن تزداد خلال السنوات / العقود القادمة حيث يزداد تأثير الحد الأدنى من الطاقة الشمسية (النشاط الشمسي المنخفض) بشكل واضح.
قال نيل تشاترجي ، عضو في منظمة العفو الدولية: "لقد كنت أتابع أسواق الطاقة منذ فترة ، ولا أستطيع أن أتذكر حدثاً مماثلاً لموجة قطبية أثرت على مساحة كبيرة من البلاد بهذه الطريقة - الوضع حرج " هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأمريكية.
التجميد الكبير الذي تتعرض له أمريكا الشمالية هو مجرد حدث واحد من سلسلة أحداث الموجات القطبية شديدة البرودة والتي أدت إلى انهيار شبكات الكهرباء وأسواق الطاقة على مستوى العالم من اليابان والصين وباكستان إلى المملكة المتحدة وفرنسا في الأشهر الأخيرة.
ادت موجة البارد هذه الى تحطيم ما لا يقل عن 2400 رقم قياسي لدرجات الحرارة الباردة في الولايات المتحدة الامريكية بين 12 و 16 شباط 2021 .قال مركز NWS Weather Prediction Center إنه وخلال الأسبوع الماضي فقط ، تأثرت الكثير من مناطق العروض الوسطى والدنيا بموجات باردة غير معتادة وثلوج كثيفة بشكل غير طبيعي ونادر .
البلاد العربية - اشرنا في تقرير سابق تم نشره بتاريخ 10 شباط وتوقعنا في نشرتنا الشهرية التي تم نشرها بتاريخ 4 شباط : ان الموجة القطبية الباردة التي اثرت على مختلف البلاد العربية والتي يتركز تأثيرها المباشر على مختلف دول بلاد الشام والعراق ومصر وشمال السعودية , تعتبر تاريخية من حيث المساحة الجغرافية التي تغطيها , والتي تمتد من القطب الشمالي وتغطي اغلب دول الشرق الاوسط من الشمال الى الجنوب وصولاً الى مناطق جنوب الجزيرة العربية ووسط افريقيا , واشرنا انه ومن المحتمل ان تمتد هذه الموجة الباردة وعلى فترات حتى نهاية الثلث الاول من اذار على اقل تقدير بعد ان ضربت العاصفة الثلجية " أمل " المنطقة .
وكما توقعنا في المركز العربي للمناخ : اندفعت يوم الاثنين 15 شباط 2021 رياح قطبية شديدة البرودة في جميع الطبقات صوب وسط البحر الأبيض المتوسط , تعرضت على اثرها أجزاء واسعة من تونس وليبيا وشرق الجزائر الى موجة قطبية سطحية باردة جدا , وانخفضت درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوي في مختلف المناطق , بينما تساقطت الثلوج على مختلف المرتفعات الجبلية في ليبيا. وبحسب المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية ، فقد سُجلت درجات حرارة تحت الصفر في عدة مدن - منها البيضاء ونالوت والمرج ، وكذلك الجبل الأخضر وجبل نفوسة.
كما عانت جمهورية مصر العربية من موجة برد غير معتادة في الآونة الأخيرة ، مع تساقط كثيف للبرد في الإسكندرية والبحيرة وبورسعيد. اضافة الى تساقط الثلوج على مرتفعات سيناءوفي حينه ضربت مرتفعات بلاد الشام " الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان " والتي تزيد عن 800 م عن سطح البحر عاصفة ثلجية - عاصفة الأمل - والتي ادت الى تساقط الثلوج حتى مستويات 400 م عن سطح البحر .وتساقطت الثلوج ايضاً حتى وصلت مرتفعات شمال السعوديةالقطب الجنوبي يسجل ابرد معدل حرارة هذا الشهر منذ 1978 ونمو الجليد البحري العالمي بشكل كبيركانت بداية عام 2021 في القارة القطبية الجنوبية باردة بشكل " غير عادي ". في الواقع كان النصف الأول من شهر يناير هو الأبرد منذ عام 1978 .
منذ تاريخ 19 ديسمبر ، وحتى تاريخ 21-1-2021 انحرفت درجات الحرارة السطحية عن المعدلات العامة في القارة القطبية الجنوبية الى ما دون -0.5 ، مما يجعلها أبرد فترة في القارة القطبية منذ عام 1978 (الحد الأدنى للطاقة الشمسية للدورة 20) ، وفقًا لبحث أجراه peikko ، والذي يشير أيضًا إلى أن نصف الكرة الجنوبي ككل يعاني من برودة شاذة في شهر يناير لم يشهدها منذ عام 2012
يؤثر البرد غير العادي الذي تتعرض له القارة القطبية الجنوبية على الجليد البحري.
ازداد نطاق الجليد البحري في أنتاركتيكا أكثر في أشهر الصيف ، إلى مستوى يتتبع الآن متوسط 1979-1990.
طقس متطرف على غير العادة !!
تم تسجيل رقم قياسي عالمي في ارتفاع الضغط الجوي بلغ 1094.3 ميليبار في منغوليا
سجلت محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية في Tsetsen-Uul ، غرب مقاطعة Zavkhan ، ضغط جوي مرتفع جداً بلغ قدره 1094.3 مليبار مع درجات حرارة شديدة البرودة وصلت إلى -45.5 درجة مئوية تحت الصفر . تفوق هذا الرقم المرتفع جداً في الضغط الجوي السطحي على الرقم القياسي العالمي السابق البالغ 1089.4 مليبار الذي تم تسجيله أيضًا في منغوليا منذ 16 عامًا بالضبط في 30 ديسمبر. للمزيد عن هذا الرقم القياسي الجديد اضغط هنا
وعلى النقيض تماما وتزامنا مع هذا الحدث العظيم , أدى اصطدام كتلة هوائية شديدة البرودة قادمة من القطب الشمالي عبر سيبيريا مع كتلة هوائية أكثر دفئًا وشبه استوائية متمركزة جنوب اليابان الى حدوث اضطراب جوي هائل شديد التفاعل نتج عن هذا الاضطراب عاصفة عظيمة شديدة انخفاض الضغط , حيث وصل الضغط الجوي في مركز هذه العاصفة الى حوالي 921 هيكتاباسكال وفقًا لموقع washingtonpost.com , حيث تم اعتبار هذه العاصفة أقوى إعصار" غير استوائي " منذ عام 1958 على الأقل. للمزيد حول هذه العاصفة اضغط هنا
اختفاء اثار ارتفاع درجات حرارة الأرض عن المعدلات الطبيعية :تظهر اخر بيانات الرصد الجوي من المراكز العالمية انخفاض متوسط درجة حرارة الأرض بشكل كبير , لامس المعدل الطبيعي العام , وهذا ما يدل على اختفاء اثار الاحتباس الحراري نسبة الى درجات حرارة الأرضفهذه البيانات توضح ان الانخفاض الكبير الذي طرأ على درجات حرارة الارض مؤخراً عمل على اعادة مؤشر القياس العام الى المعدلات الطبيعيةارتفع مؤشر الغطاء الثلجي مؤخراً في الولايات المتحدة الامريكية الى مستويات قياسية وفقاً لبيانات وزارة البيئة وتغير المناخ الكنديةايضا ارتفع مؤشر الغطاء الثلجي الخاص بالقارات متجاوزاً المعدل العام 1998-2011 ،
الخلاصة :
اولا : موجات البرد امر طبيعي , تحدث في كل موسم شتاء , وعادة ما تسجل بعض المناطق في العالم ارقاماً قياسية ولكن ان يتم تسجيل هذا الكم الكبير من الارقام القياسية في انخفاض درجات الحرارة وتراكم الثلوج الكثيفة والضغط الجوي وسرعة الرياح وخلافه , في وقت قصير تزامناً مع التوقعات التي اشارت الى دخول الأرض في احتباس حراري فهذا يعتبر تناقض !! جميع التقارير التي صدرت قديما كانت تشير الى ان الارض ستكون في حلول العام 2020 كالفرن , وان الجزر والسواحل ستغرق , وان المناطق المعتادة على البرودة ستصبح اكثر دفئاً , وان تختفي ظاهرة اللانينا " التبريد في مياه المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ ". فاين هذا الان ؟
ثانيا : سجل مؤخراً انخفاض في متوسط درجة الحرارة العالمية "لكامل الكرة الارضية" , حيث انه وبالمقارنة مع العام الماضي لمثل هذا الوقت فقد بلغ الفارق في الانخفاض حوالي درجة مؤية عن المعدل .
بدأ الانهيار في درجات الحرارة ملحوظاً في نصف الكرة الارضية الشمالي في منتصف شهر " ديسمبر " الماضي , وتأثرت الكثير من دول العالم ببرودة شديدة كسرت الارقام القياسية كما ذكر اعلاه .
يظهر الرسم البياني التالي "NCEP GFS vs CFSR." مسار انحراف درجات الحرارة السطحية عن المعدل العام في الكرة الارضية ونستطيع ملاحظة الهبوط السريع والحاد في متوسط درجات الحرارة المسجلة بكل سهولة
ثالثا : وللامانة العلمية فقد يكون احد اهم اسباب انخفاض الحرارة المتسارع هو البراكين , فلقد ثارت عدة براكين خلال الفترة الماضية باعداد كبيرة نسبياً , محصلة ما تنفثه هذه البراكين من ثاني اكسيد الكبريت يعادل ثوران بركان عظيم قادر على خفض درجة حرارة الارض بسرعة .
رابعا : كان احد اهم اسباب تاخر انعكاس التبريد في الغلاف الجوي خلال السنوات الماضية هو الطاقة الحرارية المخزنة في المحيطات , فيزيائياً الجماد يبرد ويسخن بشكل اسرع من السائل , وهذا ايضاً ينطبق على المناخ , اليابسة تبرد بسرعة وتسخن بسرعة , وعلى النقيض تماماً فان مياه البحار والمحيطات تبرد بشكل بطيء وتسخن ايضاً بشكل بطيء , لذلك تحتاج المحيطات وقت طويل نسبياً من الزمن لتفريغ الطاقة الحرارية المخزنة في مياهها .
خامسا : احد اهم نتائج الحقبات الباردة هو تمدد التيار القطبي النفاث وينعكس ذلك بان تتحرك البرودة التي تتكدس كل شتاء في القطب الشمالي بكميات كبيرة صوب العروض الوسطى والدنيا مخلفة بذلك موجات شديدة البرودة في مناطق غير معتاد لها ان تتلقى كميات كبيرة من البرودة , ولقد تمدد التيار النفاث مؤخراً بصورة كبيرة وزادت تعرجاته الطولية!!
سادساً : يتوقع ان تشهد الارض مزيداً من التبريد خلال الفترات القادمة وسنتابع معكم في المركز العربي للمناخ اخر التحديثات اولاُ بأول , تابعونا .
يمنع النشر والتداول دون ذكر المصدر
والله تعالى اعلى واعلمالمهندس احمد العربيد -
هل بدأ عصر جليدي مصغر؟ موجات برد غير مسبوقة تجتاح العالم وحرارة الارض تنهار بسرعة
المركز العربي للمناخ - حصري - المهندس احمد العربيد
عند ذكر مصطلح "العصر الجليدي" , فاول ما يتبادر الى الذهن هو الجليد المنتشر الذي يغطي كل شيء , وحيوان الماموث بشكله العجيب وفروه المتجمد والمغطى بالجليد والثلج .
لك ان تعي جيداً عزيزي القارئ ان العصر الجليدي المشهور ليس هو المقصود في هذا المقال
فهنالك عصور جليدية مصغرة ضربت الارض لفترات زمنية قصيرة نسبياً والتي تعرف ب " الحقبات الباردة " كان اخرها الحقبة الباردة التي حدثت قبل حوالي 200 عام فقط في نهاية القرن الثامن عشر وحتى الربع الاول من القرن التاسع عشر تقريبا ( 1790 م - 1830 م ) والتي اطلق عليها فترة دالتون الدنيا "dalton minimum" وهي فترة انخفض فيها النشاط الشمسي بشكل ملحوظ , وادى هذا الانخفاض في النشاط الشمسي الى انخفاض حرارة الارض بالكامل عن المعدلات بمقدار يصل الى درجة مؤية كاملة , وانتشرت الموجات الباردة والثلوج في مختلف مناطق النصف الشمالي من الكرة الارضية .
الدورة الشمسية الاخيرة التي استمرت منذ عام 2009 الى عام 2020 والتي تحمل الرقم "24" انخفض فيها النشاط الشمسي بشكل ملحوظ ايضاً , وهذا ما اشارت له وكالة ناسا من خلال انظمة المراقبة لديها , وايضاً توقعت ناسا ان تكون الدورة الشمسية الجديدة " الحالية " دورة ضعيفة والتي تتمثل بانخفاض النشاط الشمسي الذي يقرأ من خلال عدد البقع الشمسية المسجلة , ولهذا السبب توقع بعض العلماء ان تدخل الارض في حقبة باردة كالتي حدثت قبل حوالي 200 عام تبدأ بصورة تدريجية وبطيئة من عام 2015 الى ان تبلغ ذورة التبريد حول عام 2035 ميلادي . يمكنكم متابعة المزيد من التفاصيل حول هذه المواضيع لدى قسم المناخ لدينا " اضغط هنا للتوجه الى القسم "
وبناء على ما سبق بدئنا نلمس انعكاس التبريد العالمي بشكل ملحوظ في عام 2020 , فلقد تميز هذا العام بسهولة كسر اي رقم قياسي وحقيقة يستحق لقب " عام العجائب "
كسر شهر ديسمبر 2020 الماضي ارقاماً قياسية كثيرة مناخياً استناداً الى الارشيف المناخي , واعلنت ذلك دول العالم ومراكز الطقس بكل صراحة , حيث ان اثر التبريد كان كبير وانعكس على حياة الناس مباشرة. هذا ويتوقع ان تستمر هذه الموجات الباردة غير العادية بضرب الكثير من مناطق العالم خلال هذا الشتاء.
رصدنا في المركز العربي للمناخ احداث هذا التبريد اولاً باول
ابتداءً من دول شرق اسيا ووسطها وصولاً الى القارة الامريكية الشمالية واسترالياً ومؤخراً بدئت الموجات الباردة بضرب غرب ووسط القارة الاوربية وصولاً الى شمال غرب افريفيا " دول المغرب العربي" مع توقعات باستمرار الموجات الباردة هناك خلال الفترة القادمة.
ماذا يحدث حول العالم ؟
اولا: اليابان - سجلت تراكمات الثلوج الضخمة في اليابان ارقام قياسية جديدة خلال ديسمبر الماضي, اضافة الى انخفاض الحرارة بشكل كبير وغير مسبوق وقياسي ايضاً , مؤخراً توقعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن تستمر موجة البرد " الأقوى منذ عدة سنوات " بالتأثير على البلاد وحذرت من التسبب في اضطراب حركة المرور بالاضافة الى ان السلطات اليابانية قامت بالغاء العديد من الرحلات الجوية , تعتبر اليابان من الدول التي تتلقى كميات ثلوج "ضخمة" كل عام , حيث ان هذا الامر طبيعي ومعتاد في تلك الدولة , ولكن ما هو غير معتاد ان تسجل اليابان ارقاماً قياسية , كتساقط مترين من الثلوج وتراكمها خلال فترة قصيرة من الزمن , او انخفاض درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة في اماكن تعتبر حالات التجمد فيها امر معتاد . للمزيد حول العاصفة الثلجية التي تتعرض لها اليابان اضغط هنا
ثانيا: روسيا - بلد الثلوج والانجماد , تعرضت خلال ديسمبر الماضي الى موجات برد عنيفة تركزت في معظمها نواحي سيبيريا , من المعروف ان المناطق السيبيرية تتعرض لاكثر درجات حرارة متطرفة وباردة خلال فصل الشتاء , فمن الطبيعي ان تشاهد في تلك المناطق درجات حرارة حول -40 تحت الصفر , وما هو غير طبيعي ان تتعرض تلك المناطق الى انحراف في درجات الحرارة عن المعدلات العامة بحيث تصل الى سالب 20 درجة عن المعدل !! , هل لك ان تتخيل عزيزي القارئ ما معنى ان تنحرف الحرارة في احد مصادر البرودة في فصل الشتاء عن المعدلات الطبيعية بهذا المقدار الهائل ؟
مؤخراً علقت السفينة الروسية العابرة للقارات "سبارتا 3" في الجليد , بعد عدة محاولات لانقاذ السفينة المعتادة على تحطيم الجليد !! فلقد تفاجئ طاقم السفنية بسماكات ضخمة من الجليد تشكلت بسرعة في خليج ينسي مع درجات حرارة تجاوزت الخمسين درجة تحت الصفر "-50" .
اعلن معهد Roshydromet ان اغلب الاراضي السيبيرية تتعرض لاقوى موجة باردة على الاطلاق واكد المعهد في 28 ديسمبر أن " الارقام القياسية لدرجات الحرارة المنخفضة قد كُسرت في بارناول ونوفوكوزنتسك وكيميروفو".
ثالثا : الصين - حطمت بكين الرقم القياسي المسجل كاخفض درجة حرارة مسجلة في ديسمبر , حيث وصلت درجات الحرارة هناك الى مادون 26 درجة مؤية تحت الصفر , وقفزت على اثر الموجات الباردة المتتالية التي تضرب الصين مؤشرات واردات الغاز الطبيعي المسال لمكافة البرد القارس .
تم تسجيل هذا الانخفاض المذهل البالغ -26 درجة مئوية (-14.8 درجة فهرنهايت) في مرصد بكين فودينج للأرصاد الجوية ، وهو أعلى مرصد للطقس في بكين - وهي قراءة كسرت بشكل مريح الرقم القياسي المسجل في عام 1978. قال مركز الأرصاد الجوية الصيني الرسمي إن موجة البرد ستؤثر على ما لا يقل عن 27 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ، بينما ستعاني أجزاء من جنوب الصين ، الواقعة في المنطقة شبه الاستوائية ، من درجات حرارة نادرة تحت الصفر في الأيام والاسابيع المقبلة . للمزيد من التفاصيل حول موجة البرد الصينية اضغط هنا
رابعا : قارة امريكا الشمالية - ضربت موجات البرد المتتالية اجزاء واسعة من القارة الامريكية الشمالية , وتم تسجيل العديد من الارقام القياسية على مستوى درجات الحرارة وسماكة الثلوج خلال ديسمبر خصوصا في مناطق شمال شرق الولايات المتحدة الامريكية , مؤخرا وصلت الرياح القطبية التي تعمقت داخل اليابسة الى مناطق شبه استوائية وخفضت درجات الحرارة هناك بشكل غير مسبوق .
تشير التقارير المستلمة ان الرياح الباردة وصلت الى المكسيك , حيث اضطر السكان الذين اعتادوا على درجات الحرارة الدافئة في يوكاتان المكسيكية إلى الاختباء تحت البطانيات الأسبوع الماضي وذلك على اثر النزول القطبي البارد والمتطرف الذي اجتاح شرق الولايات المتحدة ووصل الى جنوب فلوريدا إلى المكسيك .
هذا وقد حذر خوان فازكيز مونتالفو ، خبير الأرصاد الجوية في يوكاتان ، انه من المتوقع أن يزداد هذا البرد القطبي غير العادي خلال العام الجديد. قال مونتالفو ، لقد تأثرنا بالفعل ببرودة كبيرة في ديسمبر لم تحدث منذ سنوات. حطمت Motul ومنطقة Henequen الرقم القياسي لدرجات الحرارة اليوم ، مع 8 درجات مئوية (46 فهرنهايت) . قد يكون موسم الشتاء 2020-2021 موسمًا محطماً للأرقام القياسية المناخية ، هذا ما ذكره موقع yucatanexpatlife.com ،
للمزيد حول الموجة الباردة التي تؤثر على المكسيك اضغط هنا
خامسا: كندا - لم يتمكن عمدة بانجنيرتونج إريك لولور من رؤية نوافذ منزله يوم الأحد بسبب ارتفاع سمك الثلوج المتراكمة ، حسب عدد من الصحف الكندية. كان ذلك عندما ضربت عاصفة ثلجية حطمت الرقم القياسي في جزيرة بافين .
قالت وزارة البيئة وتغير المناخ الكندية (ECCC) إن العاصفة التي ضربت البلاد جلبت رياح شديدة السرعة و قياسية وثلوج كثيفة في جميع أنحاء نونافوت.
في Pangnirtung ، وصلت سرعة الرياح رسميًا إلى 135 كيلومترًا في الساعة (84 ميلاً في الساعة) ، على الرغم من أن السكان المحليين سجلوا سرعة لهبات الرياح وصلت الى 180 كيلومترًا في الساعة (110 ميل في الساعة).
في الحقيقة , تكثر الامثلة , هنالك العشرات من الارقام القياسية سجلت خلال ديسمبر الماضي شملت دول شرق ووسط اسيا وامتدت الى اسكوتلندا وشملت الجزء الجنوبي من الارض وتحديداً استراليا ومن المتوقع ان يستمر التطرف المناخي البارد ليحطم المزيد من الارقام القياسية خلال يناير الحالي حسب اخر المؤشرات من مراكز ونماذج الطقس العالمية !!
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ للحصول على اخر المستجدات اولاً بأول وحالة الطقس ل 14 يوم مجانا اضغط هنا للتحميل
طقس متطرف على غير العادة !!
تم تسجيل رقم قياسي عالمي في ارتفاع الضغط الجوي بلغ 1094.3 ميليبار في منغوليا
سجلت محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية في Tsetsen-Uul ، غرب مقاطعة Zavkhan ، ضغط جوي مرتفع جداً بلغ قدره 1094.3 مليبار مع درجات حرارة شديدة البرودة وصلت إلى -45.5 درجة مئوية تحت الصفر . تفوق هذا الرقم المرتفع جداً في الضغط الجوي السطحي على الرقم القياسي العالمي السابق البالغ 1089.4 مليبار الذي تم تسجيله أيضًا في منغوليا منذ 16 عامًا بالضبط في 30 ديسمبر. للمزيد عن هذا الرقم القياسي الجديد اضغط هنا
وعلى النقيض تماما وتزامنا مع هذا الحدث العظيم , أدى اصطدام كتلة هوائية شديدة البرودة قادمة من القطب الشمالي عبر سيبيريا مع كتلة هوائية أكثر دفئًا وشبه استوائية متمركزة جنوب اليابان الى حدوث اضطراب جوي هائل شديد التفاعل نتج عن هذا الاضطراب عاصفة عظيمة شديدة انخفاض الضغط , حيث وصل الضغط الجوي في مركز هذه العاصفة الى حوالي 921 هيكتاباسكال وفقًا لموقع washingtonpost.com , حيث تم اعتبار هذه العاصفة أقوى إعصار" غير استوائي " منذ عام 1958 على الأقل. للمزيد حول هذه العاصفة اضغط هنا
اين نحن من كل هذا ؟
بخصوص البلاد العربية :
بدأت بلاد المغرب العربي باستقبال سلسلة من النزولات القطبية شديدة البرودة منذ منتصف ديسمبر الماضي , تساقطت الثلوج في الجزائر والمغرب وتونس ووصلت الثلوج الى مرتفعات 700 م عن سطح البحر في تلك المناطق , ومازالت التوقعات تشير الى ان هنالك موجات قطبية اخرى في طريقها الى البلاد حيث من المتوقع ان تبدأ الرياح القطبية بالاندفاع بداية هذا الاسبوع صوب وسط البحر الابيض المتوسط لتتعمق داخل الاراضي الجزائرية والمغربية والتونسية , ويحتمل على اثرها ان تتساقط الثلوج الغزيرة لتصل الى المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 500 م عن سطح البحر وفقاً لاخر البيانات المستلمة .
اما بلاد الشام ومصر والعراق وشرق ليبيا , فلم تتأثر حتى وقتنا هذا بالموجات شديدة البرودة التي تضرب العالم بصورة مباشرة , ولكن تشير اخر الدراسات التي اجريناها ان النشاط البارد سينتقل قريباً الى المنطقة , وسنقوم باصدار التوقعات الجوية الخاصة بذلك قريباً في مقال منفصل باذن الله تعالى. حمل تطبيق المركز العربي للمناخ للحصول على اخر المستجدات اولاً بأول وحالة الطقس ل 14 يوم مجانا اضغط هنا للتحميل
الخلاصة:
اولا : موجات البرد امر طبيعي , تحدث في كل موسم شتاء , وعادة ما تسجل بعض المناطق في العالم ارقاماً قياسية ولكن ان يتم تسجيل هذا الكم الكبير من الارقام القياسية في انخفاض درجات الحرارة وتراكم الثلوج الكثيفة والضغط الجوي وسرعة الرياح وخلافه , في وقت قصير تزامناً مع التوقعات التي اشارت الى دخول الأرض في احتباس حراري فهذا يعتبر تناقض !! جميع التقارير التي صدرت قديما كانت تشير الى ان الارض ستكون في حلول العام 2020 كالفرن , وان الجزر والسواحل ستغرق , وان المناطق المعتادة على البرودة ستصبح اكثر دفئاً , وان تختفي ظاهرة اللانينا " التبريد في مياه المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ ". فاين هذا الان ؟
ثانيا :سجل مؤخراً انخفاض في متوسط درجة الحرارة العالمية "لكامل الكرة الارضية" , حيث انه وبالمقارنة مع العام الماضي لمثل هذا الوقت فقد بلغ الفارق في الانخفاض حوالي نصف درجة مؤية عن المعدل .
بدأ الانهيار في درجات الحرارة ملحوظاً في نصف الكرة الارضية الشمالي في منتصف شهر " ديسمبر " الماضي , وتأثرت الكثير من دول العالم ببرودة شديدة كسرت الارقام القياسية كما ذكر اعلاه .
يظهر الرسم البياني التالي "NCEP GFS vs CFSR." مسار انحراف درجات الحرارة السطحية عن المعدل العام في الكرة الارضية ونستطيع ملاحظة الهبوط السريع والحاد في متوسط درجات الحرارة المسجلة بكل سهولة
ثالثا : وللامانة العلمية فقد يكون احد اهم اسباب انخفاض الحرارة المتسارع هو البراكين , فلقد ثارت عدة براكين خلال الفترة الماضية باعداد كبيرة نسبياً , محصلة ما تنفثه هذه البراكين من ثاني اكسيد الكبريت يعادل ثوران بركان عظيم قادر على خفض درجة حرارة الارض بسرعة .
رابعا : كان احد اهم اسباب تاخر انعكاس التبريد في الغلاف الجوي خلال السنوات الماضية هو الطاقة الحرارية المخزنة في المحيطات , فيزيائياً الجماد يبرد ويسخن بشكل اسرع من السائل , وهذا ايضاً ينطبق على المناخ , اليابسة تبرد بسرعة وتسخن بسرعة , وعلى النقيض تماماً فان مياه البحار والمحيطات تبرد بشكل بطيء وتسخن ايضاً بشكل بطيء , لذلك تحتاج المحيطات وقت طويل نسبياً من الزمن لتفريغ الطاقة الحرارية المخزنة في مياهها .
خامسا : احد اهم نتائج الحقبات الباردة هو تمدد التيار القطبي النفاث وينعكس ذلك بان تتحرك البرودة التي تتكدس كل شتاء في القطب الشمالي بكميات كبيرة صوب العروض الوسطى والدنيا مخلفة بذلك موجات شديدة البرودة في مناطق غير معتاد لها ان تتلقى كميات كبيرة من البرودة , ولقد تمدد التيار النفاث مؤخراً بصورة كبيرة وزادت تعرجاته الطولية!!
سادساً : يتوقع ان تشهد الارض مزيداً من التبريد خلال الفترة القادمة وسنتابع معكم في المركز العربي للمناخ اخر التحديثات اولاُ بأول , تابعونا .
والله اعلى وأجل وأعلم - المهندس احمد العربيد
حرر بتاريخ 2-1-2021 ميلادي .
يمنع النشر والتداول دون ذكر المصدر
حمل تطبيق المركز العربي للمناخ للحصول على اخر المستجدات اولاً بأول وحالة الطقس ل 14 يوم مجانا اضغط هنا للتحميل