المركز العربي للمناخ
Image default
الفلك

استعدوا | الأرض تتجه نحو الانقلاب المغناطيسي للأقطاب , فما تأثير ذلك على الطقس والمناخ ؟

المركز العربي للمناخ – حصري – المهندس احمد العربيد

خلال ال 200 عاماً الماضية , كان هنالك شيء غريب يحدث في المجال المغناطيسي للأرض، بحيث انه كان يضعف ببطئ ويزيح القطب الشمالي المغناطيسي من موقعه في القطب الشمالي الكندي صوب سيبيريا. وفي العقود الأخيرة ، تسارع هذا التحول البطيء بشكل اكبر بحيث انه قد وصل إلى سرعات تزيد عن 55 كيلومترًا في السنة الواحدة , وانخفضت قوة المجال المغناطيسي للأرض بنحو 15% عن المعدل العام .

قد تكون هذه علامة على أننا على وشك تجربة شيء لم يسبق للبشر رؤيته من قبل : وهو انقلاب قطبي مغناطيسي . وعندما يحدث هذا ، يمكن أن تكون تأثيراته اكبر بكثير من مجرد انحراف مؤشر البوصلة من الشمال الى الجنوب ! 

1

فهل يمكن أن نكون على مقربة من انعكاس مغناطيسي أرضي ، بحيث يتبادل القطب الشمالي والجنوبي المغناطيسي اماكنهما ؟

يتولد المجال المغناطيسي للأرض عن طريق الحمل الحراري للحديد المنصهر في باطن الكوكب ، على عمق حوالي 2900 كم تحت أقدامنا. يُنتج هذا السائل شديد الحرارة تيارات كهربائية تُولد بدورها مجالات كهرومغناطيسية. وفي حين أن العمليات التي تؤدي عكس الاقطاب مازالت مجهولة ، تظهر المحاكاة الحاسوبية لديناميكيات الكواكب أن الانعكاسات في الأقطاب تنشأ بشكل تلقائي . ويتم دعم هذه النظرية من خلال رصد المجال المغناطيسي للشمس ، والذي ينعكس كل 11 عامًا تقريبًا بصورة تلقائية.

ظهر المجال المغناطيسي للأرض قبل 4 مليارات سنة تقريبا ، وعُكست الأقطاب المغناطيسية للأرض عدة مرات منذ ذلك الحين. وعلى مدى 2.6 مليون سنة الماضية وحدها ، انقلب المجال المغناطيسي للأرض عشر مرات – ولأن اخر الانقلابات حدثت قبل 780 ألف سنة ، يعتقد بعض العلماء أننا تأخرنا عن موعد الانقلاب الجديد للأقطاب , بينما يؤكد علماء اخرون ان انقلاب اقطاب الأرض قد بدأ بالحدوث , خصوصا مع ظهور مؤشرات خلال السنوات الماضية تؤكد انحراف الاقطاب المغناطيسية وضعف المجال المغطانيسي للكوكب .

حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اشعاراتنا اولاً بأول ولمعرفة حالة الطقس لمنطقتك ل 14 مجاناً “ اضغط هنا للتحميل ” 

وقبل معرفة العواقب التي قد تتولد على اثر انقلاب اقطاب الأرض , دعونا نتعرف على الأشعة الكونية : 

الأشعة الكونية : عبارة عن جسيمات تحت ذرية ذات طاقة عالية , تتكون بمعظمها من بروتونات وأنوية ذرية مصحوبة بانبعاثات كهرومغناطيسية تتحرك عبر الفضاء، وفي النهاية تقصف سطح الأرض؛ وسرعتها تقارب سرعة الضوء تقريبًا، إذ تبلغ حوالي 300.000 كيلومتر في الثانية , وعند انخفاض المجال المغناطيسي للأرض والذي يعمل كدرع واقي يحمي الكوكب من هذه الاشعة الكونية والرياح الشمسية والأشعة الفوق بنفسجية التي ترسلها الشمس , تتدفق جسيمات الاشعة الكونية بشكل اكبر داخل الغلاف الجوي للأرض , بحيث انها تؤثر على الاقمار الصناعية والكهرباء والاتصالات , وتؤثر على الكائنات الحية وتتسبب بالسرطان وتدمير الخلايا الحية , كما انها تزيد من الغطاء السحابي وتكاثف الغيوم في الغلاف الجوي مما يؤدي الى انخفاض حرارة الأرض استناداً الى دراسة بحثية قدمها باحثون من جامعة كوبي في اليابان عن اثار اخر انقلاب مغناطيسي أرضي منذ 780 ألف عام.

ارتحال الاقطاب المغناطيسية القصير  :

هنالك ما يعرف بارتحال الاقطاب المغناطيسية قصير الامد , وهي فترة تنقلب فيها الاقطاب المغناطيسية بشكل مؤقت او تنحرف عن موقعها المعتاد , ثم تعود الى طبيعتها بعد مضي فترة من الزمن , او يلحقها انقلاب للاقطاب المغناطيسية بالكامل ,  في الآونة الأخيرة ، بدأت وسائل الإعلام الرسمية حول العالم بالاشارة الى التهديد “الكارثي” الذي قد ينتج عن انخفاض النشاط الشمسي تزامناً مع ضعف المجال المغناطيسي الحالي للأرض , افادت صحيفة الجارديان نقلاً عن ورقة بحثية نُشرت في مجلة Science ، أن الانقلاب في الأقطاب المغناطيسية جنبًا إلى جنب مع انخفاض النشاط الشمسي قبل 42000 عام كان من الممكن أن يؤدي الى بيئة مروعة تؤدي إلى انقراض الحيوانات الضخمة . 

الورقة الجديدة ، التي تحمل عنوان “أزمة بيئية عالمية” ، تناقش الانقلاب المؤقت للقطبين الذي حدث قبل 42000 سنة تقريباً ، وهو حدث يُعرف برحلة لاشامب Laschamp ، والتي استمرت لنحو 1000 عام.

يتابع مقال الجارديان:

وجدت الاوراق البحثية السابقة أدلة قليلة على أن حدث لاشامب كان له تأثير كبير على الكوكب ، ربما لأن التركيز لم يكن على الفترة التي كان خلالها القطبان ينقلبان بالفعل. الآن يقول العلماء إن الانقلاب ، إلى جانب فترة من النشاط الشمسي المنخفض ، يمكن أن يكون وراء مجموعة واسعة من الظواهر المناخية والبيئية ذات التداعيات الدراماتيكية.

كان ارتحال لاشامب مجرد ظاهرة من ارتحالات عديدة في الأزمنة “الأخيرة” ، حيث يبدو أن هذه الرحلات المغناطيسية (وليس الانعكاسات الكاملة) تحدث كل 12000 عام تقريبًا:

كل 12000 عام تقريباً ، يعاني كوكبنا من رحلة مغناطيسية “تتجول” خلالها أقطابه المغناطيسية الشمالية والجنوبية لتتمركز في اماكن مختلفة ،  تؤدي هذه العملية إلى اضعاف ​​الغلاف المغناطيسي للأرض (مجاله المغناطيسي) والذي بدوره يساهم في نشوء الأحداث المناخية الخطيرة والتسبب بانقراض للكائنات الحية بمستويات متوسطة القوة.
إن الدمار الذي خلفته هذه الأحداث “كارثي” – تؤدي هذه الأحداث المروعة إلى أكثر من مجرد “ تغيرات مناخية ” او نشوء طقس متطرف ، لأنها تسبب بقصف الغلاف الجوي السفلي بالطاقة الكونية بينما يضعف ​​درعنا ” الغلاف المغناطيسي الارضي ” في مواجهة تأثيرات الشمس ، مما يؤدي الى تعريض جميع الكائنات الحية لمستويات خطيرة من الإشعاع ، بالاضافة الى أن الأشعة الكونية تخترق الأرض لتتسبب بتنشيط الصهارة في باطن الأرض ، مما يؤثر على لزوجة السيليكا وزيادة معدلات الزلازل والثورانات البركانية التي تبرد الأرض .

لقد رصدنا ضعف المجال المغناطيسي للأرض بشكل متسارع خلال السنوات الماضية -وهذا مؤشر رئيسي على أن القطبين جاهزان “للانقلاب” أي يصبح الشمال جنوب والجنوب شمال.

الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي

في منتصف القرن التاسع عشر ، بعد آلاف السنين من الاستقرار ، بدأت قوة مجالنا المغناطيسي في التراجع ، وما زال يعضف حتى هذه اللحظة ووصل مقدار الانخفاض الى 15 ٪ واكتشفت “تحولات كبيرة” في منطقة جنوب المحيط الأطلسي الشاذة (SAA).

SAA 2020

منطقة جنوب المحيط الأطلسي الان هي المنطقة التي يقترب فيها حزام Van Allen الإشعاعي الداخلي للأرض من السطح . وهذا يؤدي إلى زيادة تدفق الجسيمات النشطة في هذه المنطقة مما يعرضها لمستويات أعلى من المعتاد من الإشعاع , تعتبر هذه المنطقة خطيرة للغاية على الاقمار الصناعية , فعند مرورها من فوقها تتعطل الاتصالات في هذه الأقمار نتيجة الشذوذ المغناطيسي الكبير الذي يحدث هناك.

ما هو تأثير انقلاب اقطاب الارض المغناطيسية على الطقس والمناخ ؟

 تكون التأثيرات عديدة وشاملة على الطقس والمناخ والبيئة الحيوية اثناء وبعد انقلاب الاقطاب المغناطيسية , فعلى مستوى الكائنات الحية سيؤدي انقلاب الاقطاب الى حدوث ارباك كبير لهجرات الحيوانات والطيور على اليابسة وفي البيئة البحرية , لانها تعتمد على الاقطاب المغناطيسية في تحديد وجهتها اثناء الهجرات , وهذا سيؤدي الى كارثة حقيقية وانقراض جماعي لبعض انواع الكائنات الحية .

اما على مستوى الطقس والمناخ , فاستناداً الى دراسات سابقة تم من خلالها استخدام نظائر الكربون كدليل على التأثيرات المناخية , تبين ان الأرض دخلت في حقبات باردة وقوية , وصلت الى حد انخفاض حرارة الكوكب لأكثر من 3 درجات مئوية , بالأضافة الى زيادة ملحوظة على نشاط البراكين التي ساهمت ايضاً في انخفاض حرارة الكوكب بشكل اكبر , كما ان زيادة الغطاء السحابي الذي نتج عن انخفاض المجال المغناطيسي للأرض بسبب زيادة تدفق الأشعة الكونية ساهم بشكل كبير في تفاقم التبريد في الغلاف الجوي . فهل ما نلاحظة حالياً من نشاط في قوة البراكين ومن زيادة قوة الهطولات المطرية كالتي حدثت في باكستان هي نتجية لارتحال الأقطاب ؟ 

حمل تطبيق المركز العربي للمناخ لتصلك اشعاراتنا اولاً بأول ولمعرفة حالة الطقس لمنطقتك ل 14 مجاناً “ اضغط هنا للتحميل ” 

والله تعالى دائماً اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

لا مانع من النقل والتداول شريطة ذكر المصدر ” المركز العربي للمناخ ”  

counter create hit