المركز العربي للمناخ
Image default
الفلك

زيادة تدفق الأشعة الكونية من الفضاء الخارجي والتبريد العالمي بدأ يتزايد في اوروبا وامريكا وروسيا , ما تأثير ذلك علينا ؟

المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

الأشعة الكونية المجرية عبارة عن مزيج من الفوتونات عالية الطاقة والجسيمات دون الذرية التي تسارعت نحو الأرض بفعل انفجارات المستعر الأعظم بالاضافة الى احداث عظيمة اخرى و عنيفة تحدث في الكون ، في حين أن الأشعة الكونية الشمسية هي نفسها فعليًا ، إلا أن مصدرها هو الشمس.

يقوم موقع Spaceweather.com وطلاب Earth to Sky Calculus بإطلاق بالونات لقياس الأشعة الكونية كل أسبوع تقريبًا منذ مارس 2015 .

تكشف النتائج المنشورة للفريق أن الإشعاع الجوي وصل إلى مستويات قياسية في الوقت الذي انخفض فيه النشاط الشمسي بشكل ملحوظ .

خلال الحدود الدنيا الشمسية – وهي النقطة التي تكون فيها الشمس اقل نشاطاً ” كما يحدث الان ” بشكل ملحوظ اثناء الدورة الشمسية التي تبلغ 11 عامًا – يضعف المجال المغناطيسي للشمس ويقل الضغط الخارجي للرياح الشمسية. مما يسمح بتدفق المزيد من الأشعة الكونية (CRs) والتي تقوم اختراق النظام الشمسي الداخلي ، بما في ذلك الغلاف الجوي لكوكبنا:

كانت مستويات الإشعاع تتزايد بلا توقف تقريبًا منذ بدء برنامج مراقبة Earth to Sky Calculus ، حيث سجلت أحدث الرحلات الجوية في ديسمبر 2019 (الشكل 1) وأوائل 2020 (الشكل 2) أعلى مستويات اشعاع كوني على الإطلاق:

تظهر الصورة التالية نمو مؤشر الاشعة الكونية وارتفاعه بشكل كبير وملحوظ , وهذا يدل على ان الشمس بدأت بالدخول بمرحلة تعرف بالحد الادنى ” الأكبر ” من الطاقة الشمسية , وهو ما يشير الى ان الشمس دخلت في ضعف في النشاط قد يستمر لعدة عقود من الزمان مما سيعمل على انخفاض حرارة الأرض بشكل ملحوظ كما حصل قبل حوالي 200 عام .

يراقب الباحثون في مرصد سودانكيلا الجيوفيزيائي الأشعة الكونية منذ عام 1964.

عندما تصطدم الاشعة الكونية في بالغلاف الجوي للأرض ، فإنها تنتج رذاذًا من الجسيمات الثانوية التي تمطر على سطح الأرض .

توضح الصورة العلوية في الاسفل مسار الأشعة الكونية خلال الدورة الشمسية التي تبلغ 11 عامًا: خلال النشاط الشمسي القوي تكون الأشعة الكونية ضعيفة ؛ خلال النشاط الشمسي الضعيف ترتفع مستويات تدفق الاشعة الكونية .

من الجدير بالذكر انه وخلال شهر ابريل ( 4 ) الحالي 2021 ونتيجة انخفاض النشاط الشمسي بدأ تأثير التبريد على الأرض بالظهور بشكل كبير وملحوظ في كل من روسيا واوروبا وامريكا الشمالية , وتفيد بيانات الطقس التي تم تسجيلها بان المناطق السابق ذكرها تتعرض لدرجات حرارة اقل بكثير من المعدلات العامة , بالاضافة الى تأثر هذه المناطق بموجات من البرد القارس الربيعي بشكل متتابع مما ادى الى تلف المحاصيل الزراعية وقد قمنا بنشر تقرير مفصل حول ذلك للاطلاع عليه اضغط هنا 

اما بخصوص البلاد العربية , فان تأثير التبريد الان شمالاً وسيصل المنطقة بشكل بطيء نتيجة لان جنوب البلاد العربية تعتبر من احد المصادر التي تولد الموجات الحارة , لذلك سنلحظ بين الحين والاخر اندفاع هواء بارد من الشمال صوب بلاد الشام والمغرب العربي على فترات مما سيؤدي الى انزياح الموجات الباردة جنوباً , ولكن التأثير في الوقت الحالي لن يكون قوي كما هو في العروض العليا والوسطى الشمالية . الا في حال كان اندفاع الهواء البارد مركز بشكل كبير .

 

ما تأثير ذلك علينا ؟

الأشعة الكونية سيئة – وستزداد سوءًا – هذه هي نتيجة دراسة أجريت عام 2020 بعنوان “الإشعاع الكوني المجري في الفضاء بين الكواكب”.

نوع الإشعاع الناتج عن الأشعة الكونية هو نفسه المستخدم في أجهزة الأشعة السينية الطبية وأجهزة فحص أمن المطارات. زاد هذا الإشعاع بأكثر من 20٪ في طبقة الستراتوسفير ، وفقًا لبيانات spaceweather.com.

تخترق الأشعة الكونية الطائرات التجارية في الجو ، وتدخل بسببها جرعات كبيرة من الاشعاع الى جسم الانسان .

تشكل الأشعة الكونية خطرًا أكبر على رواد الفضاء . يمكنهاأيضًا تغيير الكيمياء الكهربائية للغلاف الجوي العلوي للأرض ، مما يؤدي إلى حدوث البرق بشكل متزايد.

تقول المؤلفة الرئيسية فاطمة رحمانيفارد من مركز علوم الفضاء بجامعة نيو هامبشاير: “خلال الدورة الشمسية التالية ، يمكننا أن نرى زيادة معدلات الأشعة الكونية بنسبة تصل إلى 75٪ .

حتى الان , من الصعب حماية المركبات الفضائية من الأشعة الكونية المتزايدة ، مما يترك رواد الفضاء مكشوفين كلما غادروا نظام الأرض والقمر.

ومن الاهم من ذلك فقد وجد العلماء ان الأشعة الكونية التي تضرب الغلاف الجوي للأرض تؤدي الى ما يعرف بتبذر السحب (Svensmark et al). والمقصود بها ان الاشعة الكونية تعمل على زيادة تكاثف السحب بشكل ملحوظ بسبب اقتران جزيئاتها مع جزئيات البخار .

يلعب الغطاء السحابي الدور الأكثر أهمية في تغير المناخ على المدى القصير على كوكبنا: كتب الدكتور روي سبنسر: “الغيوم هي مظلة الشمس للأرض ، وإذا تغير الغطاء السحابي لأي سبب من الأسباب ، يكون لديك احتباس حراري – أو تبريد عالمي”. وعلى الرغم من أن انقلاب التيارات المحيطية ، أو انخفاض النشاط الشمسي ، أو زيادة في الجليد / بياض الثلج ، أو اندلاع بركاني VEI 6+ كلها قادرة على تقليل درجة حرارة الأرض ، فان كل ما هو مطلوب بالفعل هو زيادة في تدفق الاشعة الكونية (وهو ما تحقق) مما يؤدي إلى زيادة الغطاء السحابي (وهو ما تحقق ايضاً).

ويبقى الله عز وجل اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

 

 

 

counter create hit