المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
الدوامة القطبية الروسية : ما يطلق مجازاً على كتلة هوائية قطبية باردة جداً تدور الرياح القطبية حولها بفعل انخفاض الضغط الجوي في مركزها بينما تتمركز فوق شرق اوروبا وتمتد لتغطي روسيا
تتميز الدوامة القطبية الروسية بان فترة مكوثها طويلة نسبياً , بحيث ان تمركزها فوق جزء كبير من اليابسة يبطئ من حركتها , وهذا ما يسمح بتمدد الرياح القطبية وتوسعها صوب الجنوب وصولاً الى البحر الابيض المتوسط .
تاريخيا , كانت الدوامة القطبية الروسية في الغالب ما تتسبب بموجات قطبية باردة جداً في بلاد الشام والجزيرة العربية وعند انحنائها كانت تصل الى دول المغرب العربي عبر القارة الاوروبية والذي ما يعرف بالرياح الباردة القادمة من الشرق , لذلك وعند نشوء الدوامة القطبية الروسية فان الغالب يكون تأثر المناطق المذكورة بموجات برد شديدة قد تكون رطبة وتتسبب بتساقط الثلوج , وقد تكون جافة وتتسبب بموجات الصقيع والانجماد القارية .
تعاني القبة القطبية الستراتوسفيرية في الوقت الحالي من احترار استراتوسفيري مفاجئ ادى الى انقسام الدوامة القطبية الستراتوسفيرية في الغلاف الجوي كما نلاحظ في الخريطة التالية الصادرة اليوم :

وكنا قد اشرنا الى ان هذا الاحترار الستراتوسفيري سيؤدي الى انتشار الهواء القطبي البارد صوب العروض الوسطى واجزاء من العروض الدنيا نتيجة الانقلاب الحراري العامودي ما بين طبقتي الستراتوسفير والتروبوسفير السطحية , وهذا ما بدأ يحدث , حيث ان البيانات تشير الى ان دول المغرب العربي ستبدأ باستقبال كتلة هوائية قطبية باردة جداً ستؤدي الى نشوء منخفض جوي عميق جداً وعاصف يتمركز غرب ووسط البحر الابيض المتوسط اعتبارا من يوم الجمعة ليؤثر على المغرب والجزائر وتونس واجزاء من غرب ليبيا , هذا ومن المحتمل ان تتساقط الثلوج فوق الجبال لأول مرة هذا الموسم في تونس والجزائر بفعل هذا المنخفض بالاضافة الى انه يحمل كميات ممتازة من الامطار بمشيئة الله تعالى .

وفي نفس السياق , وبالحديث عن دول شرق البحر الابيض المتوسط , فان هنالك احتمالية كبيرة بان تتجه بقايا الكتلة الهوائية الباردة التي ستؤثر على بلاد المغرب العربي الى الشرق, مما سيسمح بتشكل منخفض جوي بارد حول جزيرة قبرص يوم الاربعاء المقبل الموافق 10-1-2024 , ليؤثر على الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان وشمال مصر والعراق والسعودية , وحتى اللحظة هذا المنخفض غير واضح المعالم وذلك لعدم مقدرتنا على معرفة كمية الهواء البارد الذي سيتسرب صوب المنطقة .
بينما ومع استمرار تمركز الدوامة القطبية الروسية بالقرب من المنطقة فان هنالك فرصة مرتفعة لان تتدفق كميات ممتازة من البرودة صوب بلاد الشام وما حولها مع انتصاف هذا الشهر , وهذا في الواقع يستند الى معيار هام وهو حركة عواصف الاطلسي , لذلك قد تتأثر البلاد بكتلة قطبية باردة جداً في حال انخفض نشاط عواصف الاطلسي كما يتضح في الخريطة التالية :

المزيد من التفاصيل في النشرات المقبلة
والله دائماً اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

المركز العربي للمناخ

شارك: