المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

الحياد الكربوني، المعروف أيضًا بالتحييد الكربوني أو صافي الصفر من انبعاثات الكربون، هو الحالة التي لا تكون فيها أي انبعاثات صافية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من الأنشطة البشرية. ببساطة، يعني ذلك تحقيق التوازن بين كمية الكربون المنبعثة في الجو وكمية الكربون التي تتم إزالتها منه، بحيث يصبح صافي الانبعاثات صفراً.

كيفية تحقيق الحياد الكربوني:

  1. تقليل الانبعاثات:
    • التحول إلى الطاقة المتجددة: استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة الشمسية، والرياح، والمائية، والطاقة الحيوية.
    • تحسين كفاءة الطاقة: استخدام التكنولوجيا الحديثة لجعل استخدام الطاقة في المباني والصناعات والنقل أكثر كفاءة.
    • النقل المستدام: الترويج لاستخدام السيارات الكهربائية، وتطوير وسائل النقل العام، وتشجيع استخدام الدراجات والمشي.
  2. إزالة الكربون:
    • التشجير وإعادة التشجير: زراعة المزيد من الأشجار والحفاظ على الغابات الحالية، لأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء.
    • التقنيات الحديثة: مثل التقاط وتخزين الكربون (CCS)، والتي تهدف إلى التقاط الكربون من مصادر الانبعاثات وتخزينه بشكل آمن تحت الأرض.
  3. تعويض الكربون:
    • مشاريع تعويض الكربون: الاستثمار في مشاريع تقليل الكربون أو إزالة الكربون في أماكن أخرى لتعويض الانبعاثات التي لا يمكن تقليلها مباشرة.
    • أرصدة الكربون: شراء أرصدة الكربون من أسواق الكربون العالمية، حيث يتم تداول أرصدة الانبعاثات بين الدول والشركات.

أهمية الحياد الكربوني:

  1. مكافحة التغير المناخي: الحياد الكربوني يساعد في تقليل تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يساهم في الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
  2. تحسين الصحة العامة: تقليل تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى تقليل الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي وأمراض القلب.
  3. الاستدامة الاقتصادية: تشجيع التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون يخلق فرص عمل جديدة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.
  4. حماية البيئة: تقليل آثار التغير المناخي يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التدهور البيئي.

التحديات:

  1. التكلفة الاقتصادية: التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة يتطلب استثمارات كبيرة.
  2. التنفيذ العالمي: يحتاج تحقيق الحياد الكربوني إلى تعاون دولي، حيث تختلف قدرات الدول ومواردها.
  3. التقنيات المتقدمة: بعض تقنيات التقاط وتخزين الكربون لا تزال في مراحل التطوير وتحتاج إلى تحسين وتوسع.

الجهود الدولية:

  1. اتفاقية باريس للمناخ: تهدف إلى إبقاء الزيادة في درجات الحرارة العالمية دون 2 درجة مئوية، ومحاولة حصرها في 1.5 درجة مئوية.
  2. الأهداف الوطنية: العديد من الدول وضعت أهدافًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).
  3. الشركات الخاصة: تتبنى العديد من الشركات الكبرى استراتيجيات للحياد الكربوني في إطار مسؤوليتها الاجتماعية والبيئية.

الحياد الكربوني هو جزء حيوي من الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

شارك: