المركز العربي للمناخ – معتصم الحكيم
في التاسع والعشرون من أيلول لعام 1982, وتحديداً عند الساعة السابعة من صبيحة يوم الأربعاء ولغاية الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم , تساقطت اولى حبات المطر معلنةً بداية موسم الامطار بعد بداية فصل الخريف لايام قليلة قد خلت .
أما المقدمة فهي من ذكريات رجل احب الطقس ودونه , وتجاوز الخريف من عمره , وقد كتب ايضاً يقول ان الطقس في صباح يوم الأثنين , الخامس والعشرون من شهر تشرين الثاني لنفس العام, كان صافياً صباحاً وتدريجياً عند اقترابنا من الظهيرة تكاثرت الغيوم وما ان اصبحت الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا حتى تساقط مطر غزير جدا , حجمه بحجم حبة البندق واستمر ربع ساعة , يكمل ان بعض المناطق الشرقية مثل المفرق في الاردن تعرضت لفياضانات وسيول جارفة (هكذا ورد في المدونة) .
كأنه يخبرنا بان هذا الفصل هو ابو الفصول , ففي الصباح شمسه ودفئه , فهو كالصيف في البداية , اما وان عانقت غيومه اشعة الشمس اضحى الربيع بلطفه , وحين سقطت اولى حبات المطر مخبرة اني قد اتيت انا ( الخريف ) , وما ان جرت السيول فكأنه الشتاء القى بثقله , فلا شك انه ( فصل الفصول الأربع ).
وقد حملتنا المدونة لوقت تخبرنا فيه ان الخريف ماضيه كحاضره , نختلف نحن ولا يختلف هو , فتلك الاوراق مالت الى لون الشمس حين الغروب كما تفعل كل عام , من ذا الذي اخبر طيور اوروبا ان الرحيل قد حان , وان عليك المغادرة فوراً الى مناطق الدفئ فتتجلى عظمة الخالق في خلقه لتسافر الاف الاميال هاربة من عمق الشتاء الى سطوة الصيف وكأن لسان حالها يقول هو القلب ضل قليلا ثم عاد .
تمر فوقنا تقول لنا ان استعدوا , الم تروا اوراق الشجر , الم تشعروا ببرد النسيم بعد ان كان عليلاً يعانقه السهر , فيسارع الاب قديما يحطب لأهله يهمس ان انظروا تلك الطيور هي النذر , و الأم تفرش منزلها بدفئ قلبها وترمي على الارض البسط تومئ لنا ان اطلوا من النافذة شاهدوا لون الشجر اطل علينا فصلنا (الخريف) فمرحبا بمن حضر.
تمضي ايامك يا خريف فيغلب بردك دفئك , يجلس الاب وعائلته قرب المدفئة وفي النافذة شق لم يقفل جيداً, ادركت ذلك حينما رأيت ان الستائر تتحرك , أمعنت النظر تجاه النافذة فاذا بشيء يلمع اقتربت شيئا فسمعت صوته يهدر, اقتربت اكثر فتحت النافذة فياله من منظر خيوط من برق شقت عتمت الليل واتبعها صوت ليس كباقي الاصوات (الرعد) هز كياني كما هز اركان المنزل اخفضت نظري افكر في عظمته واسبحه كما سبح الرعد بحمده .
معتصم الحكيم