المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

سيطرت ظاهرة النينو على كامل فصل الشتاء لهذا العام , وتعرف هذه الظاهرة بارتفاع درجات الحرارة لسطح الماء عن المعدلات الطبيعية في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ .

وشملت تأثيرات ظاهرة النينو انخفاض الغطاء الثلجي في ولاية واشنطن الامريكية ، بالاضافة الى زيادة كميات الثلوج  والأمطار الغزيرة في ولاية كاليفورنيا، وكان تأثيرها على بلادنا العربية بزيادة فرص حدوث حالات عدم الاستقرار الجوي وارتفاع فرص وصول الهواء المداري الرطب الى المنطقة , مع انخفاض فرص حدوث موجات الانجماد.
وبالعودة الى مؤشر ENSO, فيبدو ان ظاهرة النينو اصبحت ايامها معدودة , وقد بدأت تشهد تراجعاً سريعاً مؤخرا , وبالنظر الى المقياس نلاحظ ان ذورة النينو ( ارتفاع الحرارة ) كانت في اواخر شهر نوفمبر وبداية ديسمبر الماضي , بحيث ان درجات الحرارة ارتفعت بمقدار 2.1 درجة عن المعدل الطبيعي في حينه , ومنذ ذلك الوقت بدأت عملية التراجع تحدث بشكل سريع , بحيث انه وحتى وقت كتابة هذا التقرير انخفضت الحرارة لتصل الى درجة مئوية واحدة عن المعدل الطبيعي , علماً ان عملية التناقص مستمرة حتى هذه اللحظة :
كما ان بعض التقارير اشارت الى ان المياه العميقة في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ بدأت تشهد انخفاض كبير وملحوظ على درجات الحرارة , مما انعكس على توقعات مؤشر ENSO بحيث اصبحت التوقعات تشير الى ان ظاهرة اللانينا ( عكس النينو ) ستسيطر على شتائنا المقبل وبالاجماع تقريبا من النماذج المتخصصة في توقعات هذه الظاهرة كما نلاحظ :

ارشيفياً , فان ظاهرة اللانينا ( التبريد في المنطقة 3.4 ) تساهم في انتشار موجات البرد بشكل اكبر في النصف الشمالي من الأرض , بما في ذلك منطقتنا العربية , فلقد شهدت سنوات اللانينا موجات برد كبيرة سيطرت على منطقتنا العربية بشكل متكرر , وانخفضت معدلات حدوث موجات الحر صيفاً .

واذ نؤكد في هذا التقرير بان ظاهرة النينو وعكسها ظاهرة اللانينا ليس لها تأثير مباشر على كميات الامطار بوجه عام في منطقتنا العربية خصوصا بلاد الشام وبلاد المغرب العربي , بحيث ان منظومة الضغط الجوي الاقليمية التي تسود بمساندة القبة القطبية الشمالية هي التي تتحكم بكميات الهطول وليس مؤشر ENSO الخاص بالنينو واللانينا .
والله اعلى واعلم

شارك: