المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

في بداية شهر سبتمبر (9) من العام 1859، تفاجأ الناس خلال ساعات الليل بظهور أضواء قلبت الليل إلى نهار، واختفت النجوم من شدة هذه الأضواء واستمر هذا الأمر لعدة ساعات.

وفي نفس الوقت، انقطعت الكهرباء عن معظم مناطق العالم تقريبًا، وواجهت شبكة التلغراف في ذلك الوقت مشاكل كبيرة أدت إلى انقطاع الاتصالات على الكوكب، وشبت الحرائق في مراكز التلغراف نتيجة لانفجار الأجهزة بشكل مفاجئ.

كان السبب وقوع أكبر عاصفة شمسية مسجلة في تاريخ البشرية، حيث كان هذا الانفجار الذي حدث على سطح الشمس يعادل انفجار 17 مليار قنبلة نووية دفعة واحدة.

وفي ذلك الوقت، لم يكن الناس يعرفون ما الذي حدث، ولماذا ظهرت هذه التوهجات التي حولت الليل إلى نهار، ولكن كان هناك شخص واحد تمكن من معرفة السبب، وكان يراقب قرص الشمس في وقت وقوع الانفجار على سطحها، وهو عالم الفلك ريتشارد كارينغتون.

وأطلق على هذا الحدث اسم حدث كارينغتون نسبة إلى اكتشاف هذه العاصفة الشمسية.

العواصف الشمسية: هي اضطرابات قوية في الغلاف الجوي للشمس، يتسبب فيها انفجارات هائلة من الطاقة تُعرف باسم “التوهجات الشمسية” أو “الكتلة الإكليلية”.

تسببت العواصف الشمسية في اضطرابات قوية في المجال المغناطيسي للأرض، وهذا يؤدي إلى تخريب الأجهزة الكهربائية وانقطاع الطاقة والاتصالات، وتعطيل أنظمة الأقمار الصناعية وظهور الشفق القطبي في الليل، وعادةً ما تحدث هذه الأمور في بعض المناطق على كوكب الأرض، لكن حدث كارينغتون بسبب قوته أثر على جميع المناطق على الكوكب في نفس الوقت، لذلك أصبح حدثًا عالميًا خطيرًا للغاية.

منذ ذلك الحين، يعمل العلماء على الأبحاث لفهم التأثيرات المحتملة إذا تكرر مثل هذا الحدث مرة أخرى.

بصراحة، زاد الخطر في وقتنا الحالي بشكل كبير، لأن كل أمور حياتنا تعتمد على التكنولوجيا والكهرباء، فإذا تكرر هذا الحدث في وقتنا الحالي لا سمح الله، فمن الممكن أن تتعطل كل جوانب الحياة، لأن العواصف الشمسية القوية تدمر كل شيء يعتمد على الكهرباء.

لقد جهزت العديد من الدول حول العالم نفسها لمثل هذا الحدث الذي قد يتكرر في أي لحظة، وأعدت خطط طوارئ وطنية للتعامل مع آثار العواصف الشمسية.

وفي معظم الدراسات التي تجرى حول العواصف الشمسية، يُشدد على ضرورة التحضير للعواصف الشمسية القوية بشكل جدي، لأنه من الممكن أن تحدث في أي وقت دون سابق إنذار.

شارك: