المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
يستعد العالم لمواجهة إعصار مدمر يتوجه نحو ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث صنف العلماء هذا الإعصار “ميلتون” كأحد أسرع الأعاصير في التاريخ التي تحولت من عاصفة مدارية إلى إعصار فائق من الفئة الخامسة في المحيط الأطلسي، وذلك بعد أن وصلت سرعة الرياح فيه إلى أكثر من 290 كم/س.
يعيش 22 مليون مواطن أمريكي في ولاية فلوريدا في مواجهة مباشرة مع خطر هذا الإعصار، الذي أطلق عليه خبراء الأرصاد الجوية لقب “الوحش المدمر”. وقد بدأت عشرات الآلاف من المواطنين بالنزوح إلى ولايات أخرى بعد إخلاء الشواطئ بالكامل، حيث يتوقع العلماء ارتفاع مستوى البحر إلى حد خطير قد يؤدي إلى دمار واسع.
وفي هذا السياق، يتوقع أن يكون إعصار “ميلتون” من بين أكثر العواصف تدميراً خلال الـ100 عام الماضية.
جون موراليس، أحد أشهر خبراء الأرصاد الجوية، ظهر على قناة “بي بي سي” وأجهش بالبكاء خلال استضافته عندما تحدث عن الإعصار، مشيرًا إلى أن الضغط الجوي في مركز الإعصار انخفض بمقدار 50 ميليبار في غضون 10 ساعات فقط. هذا الانخفاض السريع يعني زيادة كبيرة وغير متوقعة في سرعة الرياح، مما جعل العلماء في حيرة إزاء سرعة تطور هذا الإعصار، خاصة مع وجود عوامل أخرى تساهم في زيادة قوته لم يكن العلماء يتوقعونها.
ما الذي يجعل إعصار “ميلتون” بهذه القوة؟
هناك العديد من العوامل التي تجعل هذا الإعصار مدمرًا من الدرجة الأولى، من بينها:
- حركة الإعصار: تتحرك الأعاصير عكس عقارب الساعة، ومعها جبهات هوائية تدور حول عين الإعصار. هذا يعني أن ولاية فلوريدا ستتعرض لجميع الجبهات المدمرة المصاحبة للإعصار قبل وأثناء وبعد عبور عين الإعصار.
- مسار الإعصار فوق المياه: يتمركز إعصار “ميلتون” فوق مياه خليج المكسيك قبل وصوله إلى اليابسة، وهي منطقة غنية بالطاقة الحرارية التي تغذي الإعصار. هذا يعني أن الإعصار سيظل يكتسب القوة حتى يصل إلى اليابسة.
- المسار المدمّر: مسار عين الإعصار يعبر مباشرة من وسط ولاية فلوريدا، مما يعني أن كامل الولاية ستكون تحت تأثير الجبهات الهوائية المدمرة المصاحبة للإعصار، وهو أسوأ مسار ممكن للولاية.
أسباب القوة الهائلة لهذا الإعصار
تشهد المحيطات والبحار حول العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات حرارتها، ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين:
- التغيرات المناخية: أدت إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات بصورة أعلى من المعتاد.
- ثوران بركان هونغا تونغا في المحيط الهادئ عام 2022، والذي أطلق ملايين الأطنان من بخار الماء إلى الغلاف الجوي. وبخار الماء من الغازات الدفيئة، مما تسبب في تسخين المحيطات بسرعة كبيرة.
ارتفاع درجات حرارة المحيطات يزيد من شدة الاضطرابات الجوية، حيث تزداد الفروقات الحرارية بين الكتل الهوائية وسطح الماء، مما يحوّل هذه المسطحات المائية إلى وقود يغذي العواصف والأعاصير.
هذا كل ما لدينا حتى الآن، تابعونا للمزيد من التحديثات. والله دائمًا أعلى وأعلم.