المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

عانت دول شمال الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية من انقطاعات مطرية طويلة جداً، مما جعل الأجواء في النصف الأول من هذا الشتاء مستقرة مع غياب الأمطار بشكل ملحوظ. هذا الوضع كان نتيجة تأثير الأنماط المناخية المتكررة على النصف الشمالي من الأرض. لكن وفقًا للمؤشرات الأولية، فإن هذا الاستقرار لن يستمر خلال شهر شباط، حيث من المتوقع عودة المنخفضات الجوية بقوة إلى المنطقة بمشيئة الله تعالى.

شاهد الفيديو

بحسب آخر المعطيات الجوية، هناك احتمالية كبيرة لتشكل مرتفع جوي ضخم فوق أجزاء هامة من غرب ووسط وشمال القارة الأوروبية خلال الأسبوع الأول من شباط. يتزامن ذلك مع تواجد كتلة هوائية قطبية باردة جداً شرق أوروبا وغرب روسيا. هذه الوضعية ستسمح بحدوث انقطاع للكتلة الهوائية الباردة المتواجدة شرق أوروبا، مما سيدفعها نحو الجنوب وتحديداً باتجاه الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وذلك اعتباراً من يوم الثلاثاء الموافق 4-2-2025.

مع مساء الثلاثاء ويوم الأربعاء، سيتشكل ويتعمق منخفض جوي بارد يتميز بخصائص قوية بمشيئة الله تعالى. ومع استمرار تدفق الرياح الباردة باتجاه المنطقة، سيزداد تأثير هذا المنخفض بشكل ملحوظ، ليصبح عاصفًا وماطرًا بغزارة في مختلف المناطق، مما يجعله منخفضًا شاملاً.

ستشهد المنطقة انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مع تكاثر السحب على ارتفاعات مختلفة، وتوقعات بتساقط أمطار غزيرة قد يصحبها الرعد وزخات من البرد في بعض الأحيان.

من المتوقع أن تصاحب هذا المنخفض رياح قطبية، مما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة. ولكن فيما يتعلق بالثلوج، فمن الصعب تحديد ذلك من الآن، لأن الفترة الزمنية لا تزال بعيدة والتغيرات في التوقعات الجوية واردة بشكل كبير.

يتوقع أن يكون المنخفض مصحوبًا بجبهات هوائية متعددة، مع احتمالية استمراره لعدة أيام نتيجة استمرار دوران الرياح القطبية بالقرب من المنطقة. كما تشير بعض المؤشرات إلى اندفاع الرياح القطبية على المستوى شبه السطحي في طبقة 850 هيكتوباسكال، مما قد يغطي غالبية المنطقة لاحقًا.

أجواء باردة جداً قادمة إلى المنطقة، لذا يُنصح بالاستعداد الجيد لها. نلقاكم في فيديو آخر يحمل تفاصيل أوفى، ونسأل الله ثبات المعطيات الحالية.

والله أعلى وأعلم.

شارك: