المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

الضباب هو ظاهرة جوية تتكون عندما يتجمع بخار الماء في الهواء ويكثف إلى قطرات ماء صغيرة، مما يقلل من الرؤية. يتشكل الضباب عادة عندما يبرد الهواء وتصبح الرطوبة النسبية فيه عالية بما يكفي لتكوين قطرات ماء صغيرة، مما يؤدي إلى تقليل الرؤية بشكل كبير. هناك عدة أنواع من الضباب، وكل نوع يتشكل بطرق مختلفة.

1. أنواع الضباب:

الضباب الإشعاعي: يحدث عندما يبرد سطح الأرض بسرعة خلال الليل بسبب الإشعاع الحراري. يمكن أن يتشكل الضباب في الساعات الأولى من الصباح، عندما يتجمع بخار الماء على الأرض الباردة.

الضباب المتنقل: يتشكل عندما يتحرك الهواء الدافئ والرطب فوق سطح بارد، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء إلى قطرات صغيرة.

الضباب الرأسي (المستمر): يتشكل في المناطق التي تشهد تغيرًا مفاجئًا في درجات الحرارة أو رياحًا قوية، وهو أكثر شيوعًا في المناطق الجبلية.

الضباب الناتج عن التلوث (الضباب الدخاني): يحدث نتيجة تفاعل المواد الملوثة مثل أكاسيد النيتروجين والكبريت مع بخار الماء في الجو.

2. كيفية تشكيل الضباب:

العملية الأساسية لتشكيل الضباب: يتشكل الضباب عندما يتكثف بخار الماء في الهواء. تكون درجة الحرارة في الجو غالبًا أقل من نقطة الندى (الدرجة التي يتحول عندها بخار الماء إلى سائل)، وتزيد الرطوبة حتى تصل إلى 100%، مما يؤدي إلى تكوين قطرات دقيقة من الماء.

تأثير درجات الحرارة: عندما يبرد الهواء ليصل إلى درجة حرارة نقطة الندى، يترسب بخار الماء على شكل قطرات صغيرة تتجمع معًا لتشكيل الضباب.

3. تأثيرات الضباب:

الرؤية المحدودة: يسبب الضباب عادةً انخفاضًا كبيرًا في الرؤية، مما يعرقل حركة المرور ويزيد من مخاطر الحوادث، خاصة على الطرق السريعة والمطارات.

الطقس البارد: غالبًا ما يكون الضباب مصحوبًا بدرجات حرارة منخفضة، ويؤدي إلى الشعور بالبرودة.

التأثيرات على البيئة: الضباب يمكن أن يؤثر على حياة الحيوانات والنباتات، حيث يقلل من وصول الضوء للشمس ويحد من التفاعلات البيئية الطبيعية.

4. العوامل التي تؤثر في تشكيل الضباب:

درجة الحرارة: تكون البرودة من العوامل الأساسية في تشكيل الضباب. كلما كانت درجة حرارة الهواء منخفضة، كلما زادت احتمالية تكون الضباب.

الرطوبة: الرطوبة العالية ضرورية لتكوين الضباب، حيث يجب أن يصل بخار الماء إلى نقطة الندى لتكثفه.

الهواء: حركة الهواء تلعب دورًا مهمًا في توزيع الرطوبة وتحديد الأماكن التي يتشكل فيها الضباب.

5. تأثير الضباب على الحياة اليومية:

المرور: يمكن أن يؤدي الضباب إلى تقليل الرؤية بشكل كبير، مما يجعل القيادة أكثر خطرًا. ينصح السائقون بتقليل السرعة واستخدام الأنوار المناسبة أثناء القيادة في الضباب.

الطيران: يؤثر الضباب أيضًا على الطيران، حيث يصعب على الطائرات الإقلاع أو الهبوط بسبب انخفاض الرؤية في المطارات.

الأنشطة الخارجية: قد يعيق الضباب الأنشطة الرياضية والأنشطة الخارجية الأخرى مثل المشي أو الجري بسبب الرؤية المحدودة.

6. الوقاية والتعامل مع الضباب:

القيادة في الضباب: يجب القيادة بحذر في حالة الضباب، مع ضرورة استخدام أضواء السيارة المناسبة والابتعاد عن السرعة الزائدة.

استخدام تقنيات التكنولوجيا: في بعض الأحيان، قد تُستخدم أجهزة الكشف عن الضباب في المطارات والطرق السريعة لمساعدة السائقين والطيارين.

7. الضباب في الطقس والمناخ:

يحدث الضباب عادة في المناطق التي تتمتع بدرجات حرارة منخفضة ورطوبة عالية، مثل المناطق الساحلية أو المناطق الجبلية.

في المناطق الحضرية، يمكن أن تتسبب التلوثات الصناعية في زيادة حدوث الضباب الناتج عن التلوث (الضباب الدخاني).

8. توقعات الضباب:

يمكن للأرصاد الجوية التنبؤ بتشكيل الضباب بناءً على الظروف الجوية المتوقعة مثل درجة الحرارة والرطوبة والرياح.

شارك: