المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
أعلنت السلطات الإسبانية عن وفاة ما لا يقل عن 51 شخصًا بسبب هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة جنوب شرق البلاد.
وكانت الوجهات الشهيرة لدى السياح ، مثل مدينتي مالقة وفالنسيا في جنوب وشرق إسبانيا، وجزر البليار من أكثر المناطق تضررًا بعد أن اجتاحت البلاد عاصفة قوية بأمطار غزيرة ورياح عاتية يوم الاثنين.
تجري جهود إنقاذ في المناطق المتضررة، وصرح رئيس منطقة فالنسيا، كارلوس مازون، قائلاً: “تم العثور على جثث”، وأكد: “يمكننا أن نؤكد وجود وفيات، هناك جثث، ولا تزال جثث أخرى تظهر في أماكن لم يكن باستطاعتنا الوصول إليها من قبل.”
تم العثور على العديد من القتلى في بلدات محيطة بمدينة فالنسيا، بما في ذلك رجلان وامرأة وطفل في بلدة بايبورتا، وخمسة أشخاص في بلدة تورينت المجاورة، بينما توفي رجل في ماساناسا بعد أن علق في مصعد أثناء نزوله إلى مرآب تحت الأرض غمرته المياه.
وتسببت الفيضانات الكارثية في مقتل 51 شخصًا بحسب بيانات أولية أبلغ عنها مركز التنسيق العملياتي التابع لوزارة الداخلية. وأسفر العاصفة عن سقوط كمية من الأمطار تعادل معدل الهطول السنوي في بضع ساعات، مما أدى إلى فيضان الأنهار وظهور أعاصير في بعض المناطق.وفي مدينة ليتور الصغيرة بمقاطعة البسيط، يُعتقد أن ستة أشخاص، من بينهم اثنان من موظفي المجلس المحلي، قد فُقدوا بعد أن فاض أحد الأنهار.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإسبانية تحذيرًا خاصًا لإسبانيا وجزر البليار، وحذر خبراء الأرصاد من احتمال استمرار الطقس القاسي حتى نهاية الأسبوع.
كما أصدرت هيئة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة تحذيرًا نادرًا لمناطق في شرق إسبانيا، محذرة السياح من “فيضانات مفاجئة، وانهيارات أرضية، واضطرابات كبيرة” بسبب استمرار الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية.
ومن المتوقع أن تسقط كمية إضافية تتراوح بين 250 و350 ملم من الأمطار بحلول نهاية الأسبوع في بعض المناطق – في حين أن المعدل الطبيعي للشهر الكامل من أكتوبر يتراوح بين 50 و100 ملم.
ووضعت مدينتا ألورا وكارتاما بالقرب من مالقة في جنوب إسبانيا في حالة تأهب حمراء يوم الثلاثاء بعد أن جرفت المياه السيارات عقب فيضان نهر غوادالورسي نتيجة الأمطار الغزيرة.
وفي فالنسيا، استيقظ السكان ليجدوا الطرق مغلقة وخطوط السكك الحديدية غارقة في المياه بعد أن تفاقمت الفيضانات، حيث استخدمت السلطات طائرة مروحية لإنقاذ السائقين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الارتفاع السريع في منسوب المياه.
وأصدرت بلدية فالنسيا توجيهات للمدارس ودور الحضانة بوقف الأنشطة في الساحات الخارجية، وأمرت بإغلاق الحدائق العامة والمقابر. كما أوقفت جميع حركة الملاحة البحرية في موانئ المدينة حتى تحسن الأحوال الجوية.
وفي جزر البليار، تسببت العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة في إغلاق الطرق ونشر خدمات الطوارئ لمساعدة السكان وسط ارتفاع منسوب المياه.