المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

بدأ مؤشر تذبذب القطب الشمالي (AO) في التحرك نحو القيم السلبية، مما يشير إلى ارتفاع الضغط الجوي في أجزاء واسعة من القبة القطبية الشمالية. هذه الحالة تعزز احتمالية انحراف الهواء البارد المتكدس في القبة القطبية وتوجهه نحو مناطق متعددة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
 

هذه الوضعية ستتيح للكتل الهوائية الباردة جداً التوجه نحو القارة الأوروبية، حيث يتمركز المرتفع الجوي الأوزوري الذي يغطي مناطق واسعة من وسط وغرب أوروبا. هذا التمركز سيؤدي إلى انحراف كتلة هوائية باردة على شكل حوض مغلق باتجاه إيطاليا ووسط البحر المتوسط. ومع دوران الرياح العامة من الغرب إلى الشرق، يُتوقع أن تتجه هذه الكتلة الباردة نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، مما قد يؤدي إلى نشوء منخفض جوي شتوي جبهي وماطر بإذن الله.

مع مساء يوم السبت الموافق 16-11-2024، من المتوقع أن يتمركز المنخفض الجوي “الضحل” والمصحوب بالكتلة الهوائية الباردة شمال شرق جزيرة كريت. ومع نهاية يوم الأحد وصباح الاثنين، سيتجه شرقاً ليتخذ مركزه حول جزيرة قبرص، مما سيؤدي إلى تأثيرات جوية على الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، إضافة إلى أجزاء من غرب العراق وشمال مصر وشمال السعودية.

يوم الأحد، من المتوقع أن تتأثر المنطقة بمقدمة المنخفض الجوي والكتلة الهوائية الباردة، ما يؤدي إلى انخفاض تدريجي في درجات الحرارة في بلاد الشام وشمال مصر. ليحدث نشاط على سرعة الرياح، مما يجعلها مثيرة للغبار والأتربة، بينما ستتكاثر الغيوم على ارتفاعات مختلفة، مما يزيد من فرص تساقط زخات من الأمطار على طول سواحل بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) وأجزاء من السواحل الشمالية المصرية.

يوم الاثنين، يتعمق تأثير الكتلة الهوائية الباردة والمنخفض الجوي والجبهة الهوائية المرافقة له، مما يؤدي إلى انخفاض كبير وملحوظ في درجات الحرارة. تصبح الأجواء باردة وغائمة، وتتهيأ الفرصة لسقوط زخات من الأمطار تكون غزيرة ومصحوبة بالرعد وتساقط زخات البرد احياناً ، تشمل الأجزاء الغربية من سوريا ولبنان وفلسطين وشمال الأردن. من المتوقع أن تمتد الهطولات لتشمل وسط وجنوب الأردن خلال اليوم، كما يُتوقع تساقط زخات من الأمطار على طول السواحل الشمالية المصرية وأجزاء من غرب العراق. درجات الحرارة ستنخفض بشكل ملحوظ في شمال السعودية وغرب العراق أيضاً.

يوم الثلاثاء، يستمر تأثر المنطقة ببقايا الكتلة الهوائية الباردة والمنخفض الجوي المصاحب لها، حيث يتوقع تساقط زخات متفرقة من الأمطار بشكل عشوائي في مختلف المناطق بمشيئة الله.

الجدير بالذكر أن هذا المنخفض الجوي يُعد الأول لهذا الموسم في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقع أن يتسبب في هطولات مطرية جيدة على الأجزاء الغربية من بلاد الشام، بما في ذلك السواحل وبعض المناطق الداخلية من سوريا ولبنان وشمال ووسط فلسطين، بالإضافة إلى شمال ووسط الأردن.

كنا قد أشرنا في نشرتنا الجوية الشهرية إلى احتمالية تأثر المنطقة بمنخفض جوي بارد في الفترة القريبة من منتصف نوفمبر. والآن نترك لكم التقييم حول مدى دقة هذه التوقعات، ومدى تطابقها مع الظروف الجوية المقبلة:

والله دائماً اعلى واعلم

شارك: