المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
الوضع العام : ارتفعت حرارة الارض منذ بداية ثوران بركان هونغا تونغا بداية العام 2022 لأكثر من نصف درجة مئوية وبسرعة كبيرة، وكان ذلك نتيجة لثوران هائل لبركان هونغا تونغا اسفل مياه المحيط الهادئ ادى الى حقن طبقات الغلاف الجوي وخصوصاً طبقة التروبوسفير بملايين الاطنان من بخار الماء والذي يعتبر من اكثر الغازات الدفيئة تأثيراً على المناخ.
كان هذا الحدث ذو تأثير سريع ومباشر على مناخ الارض فبدأت جزئيات بخار الماء بالانتشار بشكل سريع للغاية في الغلاف الجوي وكان تأثير ذلك بان ارتفعت حرارة الأرض بشكل كبير وسريع تزامناً مع حدوث احترار ملحوظ لمياه البحار والمحيطات عالمياً, يظهر المخطط التالي نسب بخار الماء.
كون بخار الماء قادر على التكاثف فقد تحولت كميات منه الى هطول خلال الفترة الماضية مما ادى الى ارتفاع معدلات هطول الامطار عالمياً نتيجة ارتفاع نسب الرطوبة في طبقات الغلاف الجوي .
كان فصل الشتاء الماضي 2023 ادفئ من المعتاد في النصف الشمالي من الأرض وخصوصاً في بلادنا العربية، ولوحظ ذلك من خلال اختفاء الموجات الباردة المعتادة والتي تؤدي الى انخفاض درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوي في العديد من المناطق، وارتفعت معدلات الهطول ايضاً مما ادى الى نشوء العديد من الفيضانات في كثير من المناطق.
مؤشرات لشتاء بارد : مؤخراً بدئنا نرصد ابتراد يحدث في حرارة الأرض تزامناً مع انخفاض نسب بخار الماء عالميا نتيجة لبدء انتهاء تأثير ثوران بركان هونغا تونغا بشكل تدريجي، فلقد سجلت انخفاضات متتالية على درجات الحرارة عالمياً خلال الاشهر القليلة الماضية تزامناً مع انخفاض نسب بخار الماء في الغلاف الجوي وهذا ما يعطي مؤشر هام لقياس درجة برودة فصل الشتاء المقبل في النصف الشمالي من الأرض.
سيطرة ظاهرة اللانينا : تعتبر ظاهرتي النينو واللانينا من ابرز الظواهر الطبيعية التي تؤثر على مناخ النصف الشمالي من الارض ، فلكل طور من هذه الظواهر تأثير معين على حالة الطقس خلال فصل الشتاء.
خلال الاشهر القليلة الماضية كانت التوقعات تشير الى ان طور اللانينا سيكون هو المسيطر في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ خلال موسم الشتاء المقبل 2024/2025 , وبالفعل بدأت المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ بالابتراد بشكل سريع وملحوظ كما نلاحظ :
وبالعادة وخصوصاً في منطقتنا العربية وبعد اجراء العديد من المقارنات الحصائية يتيبين ان تأثير هذا الطور على منطقتنا العربية من الشرق الاوسط الى المغرب العربي يكون على شكل ارتفاع في معدلات حدوث موجات البرد وتساقط الثلوج فوق الجبال وبعد مقارنة معدلات الهطول وجدنا ان لا علاقة مباشرة بين ظاهرتي النينو واللانينا وكميات الامطار التي تهطل على المنطقة.
وبذلك وبشكل مبدئي نتوقع بمشيئة الله تعالى ما يلي :
اولا : ان يكون موسم الشتاء المقبل ابرد من موسم الشتاء الماضي تزامناً مع عودة الموجات الباردة المعتادة الى المنطقة .
ثانيا : نظراً لاستمرار وجود كميات كبيرة من بخار الماء بصورة اعلى من المعتاد في طبقات الجو على الرغم من انخفاض نسبها فهنالك مؤشرات ان يستمر ارتفاع معدلات الامطار عالمياً بما فيها مناطق واسعة من بلادنا العربية.
علما باننا سنقوم باصدار نشراتنا الموسمية والشهرية قريباً والتي ستحتوي على توقعات ذات دقة مرتفعة.
والله اعلى واعلم