المركز العربي للمناخ – حصري – المهندس احمد العربيد

سيناريو الحرائق المفتعلة مازال يطارد دول العالم وتحديداً هذه المرة في دولة عربية , فبعد نشرنا تقرير بهذا الخصوص بتاريخ 9 اغسطس ( 8 ) 2021 والذي كان بعنوان ” 80% من حرائق الغابات حول العالم مفتعلة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واقناع العالم بالاحتباس الحراري ” وبعد انتشار عشرات الفيديوهات التي وثقت وجود اشخاص يقومون باشعال حرائق الغابات وافتعالها لاغراض سياسية , نعود اليكم اليوم بتقرير حول اوضاع الحرائق التي تحدث في لبنان .

نهاية الاسبوع الماضي , بدأت اخبار حرائق الغابات بالانتشار في كافة المواقع والسوشال ميديا , وكان عنوانها الرئيس , استمرار الحرائق في جنوب لبنان فيما تستنفد طواقم الإطفاء جهودها لإخمادها.

امتدت الحرائق ، التي اندلعت يوم ايام الجمعة والسبت ، إلى قرى مختلفة في لبنان ، من بينها بقعاتا وعشقوت وبيت مري ، ودمرت مساحات زراعية واسعة في قرى جنوب لبنان كفر رمان وجرمق وشوكين وزبدين وكفرسير ومناطق أخرى.

في غضون ذلك ، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، الأحد ، إلى تعيين عدد كاف من حراس الغابات لتعزيز الرقابة على الغابات الوطنية وحمايتها.

تظهر لقطات الفيديو التالية الحرائق التي انتشرت في اماكن عديدة من الأراضي اللبنانية وجهود فرق الدفاع المدني لمكافحتها 

الاحتباس الحراري بريء من حرائق الغابات في لبنان  :

تعيش عموم بلاد الشام حالياً اجواء ( باردة نسبيا ) وشبه جافة باستثناء الاجزاء الجنوبية منها والتي تتعرض لحالة من عدم الاستقرار الجوي نتيجة التقاء منخفض البحر الاحمر مع حوض علوي بارد نسبياً , فيما تنخفض درجات الحرارة ليلا الى ما دون 15 درجة في معظم المناطق نتيجة لسيطرة انظمة ضغط جوي مرتفع من مصدر سيبيري بارد فوق اجواء المنطقة ويمتد فوق الجزء الشمالي من بلاد الشام ويشمل لبنان , وعند ربط هذه المعطيات بموضوع الاحتباس الحراري “ حسب الاعتقاد السائد “ نجدها غير منطقية في التسبب في اندلاع حرائق الغابات , خصوصا ان الاجواء حاليا باردة بوجه عام في المنطقة  !!

الاعتقاد السائد كما اشرنا اعلاه بان ارتفاع درجات الحرارة هو الذي يسبب حرائق غابات , وهذا الاعتقاد مغلوط , فبعض المناطق المطلة على احواض مائية مثل لبنان المطلة على البحر الأبيض المتوسط يكون فيها الموضوع مخالف تماما , وغير منطقي , دعونا نوضح هذا الامر : 

علمياً : الرطوبة تمنع انتشار الحرائق بسبب احتواءها على بخار الماء المقاومة للنيران , وموقع لبنان المطل على البحر الأبيض المتوسط يجعلها من اكثر الدول تعرضاً للرطوبة السطحية والتي نتنج عند ارتفاع درجات الحرارة بسبب زيادة تبخر مياه البحر , وتزداد نسب الرطوبة في الاجواء ايضاً عند اقتراب كتل هوائية باردة من المياه الدافئة وبالتالي يحدث تكاثف لبخار الماء والذي يقوم بدوره بمنع انتشار الحرائق بشكل عام , اذاً وحتى لو ارتفعت درجات الحرارة الى مستويات قياسية فالموضوع سيكون عكسي بالنسبة الى لبنان وذلك نتيجة زيادة بخار الماء في الهواء بسبب زيادة التبخر .

اذا ماذا يحدث ؟ 

منذ فترة وقبل اشهر , بدأت اخبار اشتعال الحرائق في الغابات بالانتشار في كافة ارجاء العالم وبشكل “متزامن” , حتى الغابات المطيرة والمشبعة بالرطوبة ( العدو الاول لحرائق الغابات ) انتشرت فيها الحرائق وفي اماكن عديدة , وهذا من شأنه ان يدل على وجود ايادي خفية تفتعل هذه الحرائق . 

اظهرت العديد من لقطات الفيديو حول العالم وجود اشخاص يقومون باشعال الحرائق في الغابات , وبعض الجهات الرسمية مثل تركيا والجزائر القت القبض على بعض مفتعلي الحرائق وتبين فيما بعد ارتباطهم مع منظمات وجهات خارجية تهدف الى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية واحداث اضرار في البلدان وامور اخرى .

اذا ,, نستنتج ان الحرائق التي اندلعت في الجنوب اللبناني كانت مفتعلة , وما ساعد على انتشارها بسرعة هو ” نشاط سرعة الرياح ” والاجواء الخريفية التي تعيشها المنطقة , خصوصا ان معظم الاشجار والنباتات حالياً شبه جافة لاننا نعيش فصل الخريف ولا علاقة للاحتباس الحراري لا من قريب ولا من بعيد بحرائق لبنان . 

والله تعالى دائما اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

شارك: