المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
تواصل نماذج الطقس الإشارة إلى تغييرات ملحوظة في المنظومة الجوية في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص في بلاد الشام، وشمال مصر، والعراق، وشمال السعودية. فمن المتوقع، بمشيئة الله تعالى، أن تزداد فرص وصول كتل هوائية ذات طابع خريفي، تكون أبرد من المعتاد، إلى المنطقة، يتبعها دعم علوي سيزيد من نطاق تأثيرها بشكل ملحوظ.
استنادًا إلى أشهر النماذج العددية المتخصصة في التنبؤات الجوية التفصيلية، مثل نموذج “جفس” و”الأوروبي”، تشير التوقعات إلى حدوث انخفاض طفيف في درجات الحرارة اعتبارًا من منتصف هذا الشهر (أكتوبر)، يلي ذلك انخفاض آخر في درجات الحرارة، وهذه المرة سيكون ناتجًا عن اقتراب حوض بارد مغلق رئيسي، اعتبارًا من نهاية الثلث الثاني من أكتوبر.
تشير نماذج الطقس إلى توافق في التنبؤات الجوية على المدى المتوسط والبعيد نسبيًا، حيث من المحتمل أن تقترب كتلة هوائية ذات خصائص شتوية وباردة بصورة نادرة وغير معتادة لمثل هذا الوقت من العام، مع نهاية الثلث الثاني وبداية الثلث الثالث من شهر أكتوبر الحالي.
استنادًا إلى السيناريوهات المطروحة حاليًا، فمن المحتمل أن تتجه كتلة هوائية باردة صوب شرق القارة الأوروبية، تزامنًا مع نشوء مرتفع جوي يغطي وسط وجزءًا من شمال أوروبا. مما سيؤدي إلى اندفاع الكتلة الباردة المتمركزة شرقًا نحو شرق البحر الأبيض المتوسط.
في حال تحقق هذه الوضعية، ستسمح بنشوء منخفض جوي مبكر وذو طابع شتوي بامتياز، مما سيؤثر على مختلف دول المنطقة، بالإضافة إلى حدوث انهيار كبير في درجات الحرارة، لتعيش المنطقة أجواء شتوية مميزة.
تكمن الإشكالية الرئيسية في هذه التنبؤات أن الفترة بعيدة نسبيًا، مما يجعل دقتها منخفضة بعض الشيء. ومع ذلك، فإن اتفاق النماذج الجوية على نمط الضغط الجوي وتوزيع الكتل الهوائية يزيد من احتمالية حدوث هذا السيناريو ان شاء الله.
والله دائماً اعلى واعلم