المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
يسرنا في المركز العربي للمناخ ان نقدم للمتابعين الكرام النشرة الجوية والتوقعات بعيدة المدى لشهر 12 ديسمبر للعام 2024 وذلك بعد النجاح الذي حققته نشراتنا الجوية بعيدة المدى والتي كان اخرها توقعات شهر 11 نوفمبر الماضي .
تستهدف هذه النشرة بشكل أساسي المنطقة العربية؛ حيث يشمل القسم الأول من التوقعات دول بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا، ولبنان) إضافة إلى مصر، العراق، والمملكة العربية السعودية، بينما يغطي القسم الثاني بلاد المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، وموريتانيا).
وتهدف هذه النشرة إلى تعزيز الاستعدادات المسبقة للظروف الجوية المتوقعة، وتقديم مؤشرات تساعد في اتخاذ القرارات والتدابير الضرورية في قطاعات متعددة مثل الزراعة والبنية التحتية وإدارة الموارد المائية وصولاً الى الممارسات اليومية الفردية ، إلى جانب دعم القطاعات الأخرى المعتمدة على الطقس والمناخ.
نأمل أن تسهم هذه النشرة في تحقيق الفائدة المرجوة للجميع من خلال تمكين المجتمعات والمؤسسات والأفراد من الاستعداد الأفضل لمواجهة التغيرات الجوية المتوقعة خلال الشهر للمحافظة على الأرواح والممتلكات، والله ولي التوفيق.
ملخص التوقعات المناخية القادمة:
بعد إجراء دراسات معمقة شملت مراجعة النماذج الجوية العددية، تحليل البيانات الإحصائية، ومقارنة الأوضاع الحالية مع الأرشيف المناخي، تم التوصل إلى مجموعة من النتائج التي سنعرضها في هذه النشرة لتوضيح أبرز الحالات الجوية المتوقعة على مختلف المناطق.
العنوان الأبرز للتوقعات:
تشير التوقعات إلى وجود دوامة قطبية قوية، تتسم بكمية برودة أعلى من المعتاد مع تسجيل قيم تبريد قياسية. يتزامن ذلك مع تعاظم المرتفع الجوي السيبيري وعودة نشاط ظاهرة اللانينا في المحيط الهادئ، مما يعزز البرودة في المنطقة.
تبقى هذه التوقعات ضمن الإطار المحدد لها، ما لم تحدث تغيرات طارئة في الأنظمة الجوية، مثل حدوث احترار ستراتوسفيري مفاجئ. وعلى الرغم من أن فرصة حدوث هذا الاحترار تظل ضئيلة حتى الآن، إلا أنه يتم الإشارة إليه من باب العلم بالشيء، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة قد تؤثر على التوقعات.
ونود التنويه الى ان التوقعات للنماذج العددية اليومية ، خاصة للفترات البعيدة، غالبًا ما تكون شديدة التقلب وغير موثوقة. لذا، نقوم في المركز العربي للمناخ باعتماد التحليل طويل المدى المستند الى النماذج المناخية التي تركز على دراسة الظواهر الرئيسية مثل أنظمة الضغط الجوي والأنماط الجوية الأخرى. هذه الطريقة تُعد أكثر دقة في تقديم تنبؤات قريبة من الواقع للفترات الممتدة.
التوقعات
اولا : في بلاد الشام ” الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان ” والعراق ومصر والسعودية (شمال الشرق الاوسط):
الوضع العام
تشير أبرز نتائج الدراسات المتعلقة بالتوقعات الجوية لشهر ديسمبر إلى احتمالية أن يكون هذا الشهر شديد التقلب في المنطقة، حيث يظهر تباين واضح بين نصفه الأول ونصفه الثاني. ففي البداية، تتزايد نشاطات العواصف في شمال الأطلسي، مما يؤدي إلى اندفاعها لاحقًا نحو وسط أوروبا بقوة، لتدفع المرتفع الجوي الأوزوري الذي بدأ يتعاظم في غرب أوروبا باتجاه الغرب.
هذا التغير يسمح بتمركز الكتل الهوائية الباردة فوق أوروبا وامتدادها إلى شمال إفريقيا. نتيجة لذلك، يتمدد المرتفع الجوي السيبيري باتجاه الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى تشكل “بلوك” مرتفع جوي خلال الثلث الأول من الشهر.
فيما بعد الثلث الأول من ديسمبر، يبدأ المرتفع الأوزوري بالتعمق بشكل أكبر نحو غرب القارة الأوروبية، بالتزامن مع تقلبات سريعة في القبة القطبية الشمالية. هذه التطورات تعزز فرص اندفاع الكتل الهوائية القطبية باتجاه شرق أوروبا ثم شرق البحر الأبيض المتوسط، مما يساهم في تشكل منخفضات جوية وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
حالة عدم استقرار جوي حول 8 ديسمبر
من المتوقع أن تصل بقايا كتلة هوائية باردة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث ستتعمق تدريجيًا نحو وسط البحر الأبيض المتوسط ثم تتجه باتجاه الأراضي الليبية ولاحقاً الى الشرق. هذه الكتلة الهوائية ستؤثر بشكل محدود وسريع على أجزاء من بلاد الشام، مصر، شمال السعودية، والعراق.
من المحتمل أن ينجم عن هذه الكتلة حالة محدودة من عدم الاستقرار الجوي، إلا أن تأثيرها سيكون قصير الأمد، حيث يُتوقع انسحابها سريعًا نتيجة اندفاع كتلة قطبية ضخمة نحو وسط البحر الأبيض المتوسط.
لاحقاً تستقر الأجواء بشكل مؤقت مع استمرار الأجواء الباردة خلال ساعات الليل، نتيجة تأثر المنطقة بامتداد المرتفع الجوي السيبيري. هذا الامتداد يؤدي إلى هبوب رياح شرقية جافة، مما يزيد من الإحساس بالبرودة.
منخفض جوي بارد جداً حول 16 ديسمبر
تشير التوقعات إلى احتمالية وصول كتلة هوائية شديدة البرودة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ما يؤدي إلى تشكّل منخفض جوي بارد جدًا قد يكون من أصل قطبي. يأتي هذا نتيجة تمركز مرتفع جوي قوي غرب ووسط القارة الأوروبية، بالتزامن مع انزياح المرتفع السيبيري نحو الشرق، مما يتيح الفرصة لتمركز كتلة هوائية شديدة البرودة في شرق أوروبا.
هذا المنخفض الجوي يُتوقع أن يؤثر على معظم المناطق، بمشيئة الله، ليعيد أجواء الشتاء الحقيقية إلى المنطقة.
لاحقا تستقر الاجواء بشكل مؤقت مع احتمالية نشوء حالة محدودة من عدم الاستقرار الجوي خلال بداية الثلث الاخير من ديسمبر .
منخفض جوي بارد جداً من اصل قطبي حول 26 ديسمبر
تشير التوقعات إلى احتمالية حدوث نزول قطبي مباشر من شرق القارة الأوروبية باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، مما يعزز فرص تشكّل منخفض جوي عميق وبارد جدًا وماطر. ومن المحتمل أن تترافق هذه الحالة بتساقطات ثلجية في مناطق بلاد الشام وشمال العراق، بمشيئة الله.
عقب تأثير هذا المنخفض، يُتوقع أن تشهد المنطقة فترة باردة جدًا تمتد حتى رأس السنة الميلادية، نتيجة لتمدد مركز المرتفع السيبيري باتجاه المنطقة، مما يعزز استمرار الأجواء الشتوية الباردة.
الملخص : من المتوقع ان تكون درجات الحرارة حول معدلاتها العامة , وان تكون الهطولات حول معدلاتها العامة مع احتمالية مرتفعة لحدوث تساقطات ثلجية .
والله اعلى واعلم
ثانيا : في بلاد المغرب العربي ” تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا ” (شمال افريقيا):
تشير التوقعات إلى أن شهر ديسمبر سيكون عالي الفعالية ومليئًا بالحالات الجوية المتتابعة، خصوصًا خلال النصف الأول من الشهر. تزداد احتمالية اندفاع الرياح القطبية شديدة البرودة نحو المنطقة، ما يرفع فرص تشكّل عدة منخفضات جوية عميقة وباردة جدًا، تؤثر على معظم دول المغرب العربي بشكل ملحوظ.
حالة عدم استقرار ومنخفض جوي حول 5 ديسمبر
من المتوقع أن تتعمق كتلة هوائية باردة نحو وسط البحر الأبيض المتوسط على شكل حوض مغلق، ما يؤدي إلى تشكّل منخفض جوي وحالة من عدم الاستقرار الجوي. ستؤثر هذه الحالة بشكل مباشر على تونس، ليبيا، وأجزاء من الجزائر مما سيؤدي الى حدوث انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة .
تشير البيانات إلى أن الهطولات المرافقة لهذه الحالة ستكون غزيرة جدًا، خاصة في تونس وليبيا، مما يرفع بشكل كبير من احتمالات تشكّل الفيضانات والسيول في تلك المناطق.
منخفض جوي بارد جداً من اصل قطبي حول 8 ديسمبر
من المتوقع ان تتسبب عواصف شمال الاطلسي بعد تحركها صوب القارة الاوروبية بتعمق كتلة هوائية قطبية ضخمة جداً لتغطي اجزاء واسعة من وسط اوروبا , هذه الوضعية تستمح بوصول الرياح القطبية الباردة الى وسط وغرب البحر الأبيض المتوسط مما سيؤدي الى تشكل منخفضات جوية باردة جداً وماطرة بغزارة ومثلجة فوق المرتفعات الجبلية في المنطقة لتؤثر على تونس والجزائر والمغرب واجزاء من ليبيا ولفترة طويلة نسبياً تمتد حتى بدايات الثلث الثاني من ديسمبر.
تستقر الاجواء مؤقتا وجزئياً نتيجة تعمق مرتفع جوي فوق المنطقة مع بقاء الفرصة قائمة لتشكل حالات محدودة من عدم الاستقرار الجوي.
منخفض جوي بارد جداً حول 19 ديسمبر
مع اقتراب نهاية الثلث الثاني من ديسمبر، يُتوقع اندفاع كتلة هوائية شديدة البرودة نحو المنطقة، ما يؤدي إلى تشكّل منخفض جوي بارد وماطر بغزارة. من المحتمل أن تترافق هذه الحالة الجوية بتساقطات ثلجية على بعض المرتفعات الجبلية، مما يعيد أجواء الشتاء إلى المنطقة بقوة .
تستقر الاجواء مؤقتا نتيجة تمركز مرتفعات جوية حول المنطقة .
منخفض جوي بارد جداً من اصل قطبي حول رأس السنة
تشير البيانات الى احتمالية ان يحدث اندفاع قطبي بارد عبر وسط القارة الاوروبية صوب وسط البحر المتوسط مما سيزيد من احتمالية تشكل منخفض جوي عميق وبارد جداً ليؤثر على تونس الجزائر ليبيا والمغرب .
الملخص : من المتوقع ان تكون درجات الحرارة حول معدلاتها العامة , وان تكون الهطولات اعلى من معدلاتها العامة مع احتمالية مرتفعة لحدوث تساقطات ثلجية .
والله اعلى واعلم
تنويه : هذه النشرة بعيدة المدى , ويحتمل حدوث بعض التغييرات المفاجئة على التوقعات مع مرور الوقت , لذا يرجى متابعة نشراتنا الجوية التي تحتوي على اخر التحديثات الجوية اولاً بأول .
لا مانع من النقل والتداول بالصيغة الاصلية للنشرة دون أي تعديل , شريطة ذكر المصدر “المركز العربي للمناخ” .