المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
يسعدنا في المركز العربي للمناخ أن نقدم لكم النشرة الجوية والتوقعات بعيدة المدى لشهر يناير (كانون الثاني) لعام 2025، وذلك استكمالاً للنجاح الذي حققته نشراتنا الجوية بعيدة المدى والتي حازت على إعجاب متابعينا الكرام في الوطن العربي. تستهدف هذه النشرة بشكل رئيسي المنطقة العربية، حيث تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يغطي دول بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا، ولبنان) إضافة إلى مصر، العراق، والمملكة العربية السعودية.
القسم الثاني: يشمل دول المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، وموريتانيا).
تهدف هذه النشرة إلى تعزيز الاستعدادات المسبقة للظروف الجوية المتوقعة، وتقديم معلومات تساعد في اتخاذ قرارات ضرورية في قطاعات متعددة مثل : الزراعة ، البنية التحتية ، إدارة الموارد المائية ، الأنشطة اليومية الفردية ،إضافةً إلى دعم القطاعات الأخرى التي تعتمد على الطقس والمناخ.
نسعى من خلال هذه النشرة إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من الاستعداد الأمثل للتغيرات الجوية المتوقعة، بما يساهم في حماية الأرواح والممتلكات.
ملخص التوقعات المناخية لشهر يناير 2025 :
استمرار قوة الدوامة القطبية الشمالية
تشير التوقعات إلى استمرار قوة الدوامة القطبية الشمالية بصورة أعلى من المعتاد في جميع الطبقات، مما يساهم في تشكل موجات برد قياسية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. هذه الموجات ستؤثر بشكل ملحوظ على أجزاء واسعة من الدول العربية، مع ارتفاع احتمالية حدوث عواصف ثلجية ونزولات قطبية مباشرة نحو منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
بداية احترار ستراتوسفيري مفاجئ :
على الرغم من بداية حدوث احترار ستراتوسفيري مفاجئ في القبة القطبية الستراتوسفيرية الشمالية مع مطلع عام 2025، إلا أن البرودة الشديدة للقبة القطبية الشمالية حافظت على درجات حرارة دون أو حول معدلاتها العامة في الطبقات العلوية.
هذا المؤشر يعكس أهمية استثنائية بشأن قوة البرودة في الدوامة القطبية الشمالية، مما يزيد من احتمالية تطور موجات برد قوية خلال النصف الثاني من شهر يناير، والتي قد تستمر لفترة طويلة.
من المتوقع أن يستمر الاحترار الستراتوسفيري حتى الثلث الأخير من الشهر، مع حدوث ضعف ملحوظ في شدة الاحترار بعد منتصف يناير.
تُظهر المؤشرات عودة البرودة الشديدة مجدداً في القبة القطبية الشمالية بعد تراجع الاحترار، ما يرفع من فرص حدوث تغيرات جوية حادة تؤثر على المنطقة على المدى البعيد ومنها استمرار اجواء الشتاء البارد لفترة اطول خلال فصل الربيع المقبل.
استمرار تأثير ظاهرة اللانينا :
في المركز العربي للمناخ، نتابع بشكل مستمر تطورات الأنماط المناخية في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ على مدار العام. خلال الشهر الأخير، أشارت القياسات إلى استمرار تطور ظاهرة اللانينا بدرجة متوسطة في المحيط الهادئ.
هذا التطور يعكس استمرار عمل مولدات التبريد الطبيعية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مما يزيد من احتمالية تشكل موجات برد قارس وتأثيرها على مناطق واسعة، خاصة في المناطق المتأثرة بأنظمة الطقس القطبية في العروض الوسطى وشمال العروض الدنيا مثل الدول العربية المطلة والقريبة من البحر الأبيض المتوسط.
استمرار انخفاض النشاط الشمسي بشكل كبير :
تُظهر الدورة الشمسية الحالية (رقم 25) أداءً أقل بكثير من المتوقع، مما يعكس استمرار حالة الخمول التي عانت منها الشمس خلال الدورة السابقة (رقم 24). في تلك الدورة، كان النشاط الشمسي ضعيفاً بشكل كبير نتيجة لانخفاض عدد البقع الشمسية عن المعدلات العامة، وهو الأمر الذي يستمر أيضاً في الدورة الحالية.
على الرغم من ظهور بعض البقع الشمسية خلال الدورة 25، والتي أثارت تفاؤل البعض بحدوث نشاط ملحوظ، إلا أن البيانات تشير إلى أن عدد البقع الشمسية لا يزال أقل بكثير من المعدلات العامة، حتى في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون الشمس في ذروة نشاطها.
هذا الخمول الشمسي المستمر يساهم بشكل مباشر في تعزيز التبريد على مستوى الغلاف الجوي، وهو ما يتجلى بوضوح في قياسات درجة حرارة الدوامة القطبية الشمالية، التي تواجه حالياً مستويات قياسية من التبريد.
هذه الظاهرة تعزز احتمالية استمرار الظروف الجوية الباردة والتغيرات المناخية المرتبطة بها، مما يستدعي مراقبة مستمرة وتأهباً من المجتمعات والقطاعات المختلفة للتعامل مع تداعياتها.
بعد استعراض أهم العوامل الجوية والمناخية المؤثرة على أداء الموسم الشتوي، ننتقل الآن إلى عرض التوقعات الجوية التفصيلية لشهر يناير 2025.
اضغط هنا للتحميل
التوقعات
اولا : في بلاد الشام ” الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان ” والعراق ومصر والسعودية (شمال الشرق الاوسط):
الوضع العام
النصف الأول من يناير: نشاط جوي متوسط القوة
تشير أحدث المخرجات والدراسات المناخية إلى أن النصف الأول من الشهر سيشهد نشاطاً جوياً متوسط القوة، مع تركيز واضح على حالات عدم الاستقرار الجوي، خاصة خلال الثلث الأول من الشهر.
- الأسباب: نتيجة توجه كتل هوائية وأحواض باردة من شمال القارة الإفريقية نحو شمال الشرق الأوسط.
- التأثيرات المتوقعة: أمطار متفاوتة الشدة وفرص لبعض الهطولات الثلجية على المرتفعات الجبلية العالية.
النصف الثاني من يناير: تصاعد فرص النزولات القطبية
مع حلول منتصف الشهر، يتوقع تشكل مرتفع جوي قوي فوق غرب ووسط القارة الأوروبية، مما سيؤدي إلى:
- تعزيز فرص توجه نزولات قطبية شديدة البرودة نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
- استمرارية المرتفع الجوي على فترات خلال النصف الثاني من الشهر، مما يهيئ الظروف لتكرار النزولات القطبية.
- احتمالية تشكل الدوامة القطبية الروسية، والتي ستعمل على زيادة قوة النزولات القطبية المباشرة نحو المنطقة.
النتائج المتوقعة:
- فرص عالية لتسجيل موجات برد قوية وممتدة خلال النصف الثاني من الشهر.
- احتمالية لتساقط الثلوج على مناطق واسعة، تشمل المرتفعات المتوسطة والعالية.
وتالياً ملخص لاهم الاحداث الجوية المتوقعة لهذا الشهر :
الملخص العام : من المتوقع ان تكون درجات الحرارة حول معدلاتها العامة , وان تكون الهطولات حول معدلاتها العامة مع احتمالية مرتفعة لحدوث تساقطات ثلجية .
والله اعلى واعلم
اضغط هنا للتحميل
ثانيا : في بلاد المغرب العربي ” تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا ” (شمال افريقيا):
الوضع العام
النصف الأول من يناير: فعالية جوية عالية في شمال إفريقيا
تشير التوقعات إلى أن النصف الأول من هذا الشهر سيكون نشطاً للغاية في دول شمال إفريقيا، مع عبور عدة موجات علوية باردة تؤدي إلى:
- هطولات مطرية ممتازة في العديد من المناطق، مما يساهم في تحسين الوضع المائي والزراعي.
- تتابع سلسلة من المنخفضات الجوية بسبب نشاط عواصف الأطلسي وابتعاد المرتفعات الجوية عن المنطقة.
- احتمالية نشوء منخفض جوي قوي وطويل التأثير خلال النصف الأول من العشرية الثانية من الشهر، مما يعزز فرص هطول الأمطار والثلوج في بعض المناطق المرتفعة.
النصف الثاني من يناير: تقلبات جوية وفرص نزولات قطبية
مع اقتراب منتصف الشهر وما بعده:
- سيطرة المرتفعات الجوية على فترات متقطعة على المنطقة، مما يؤدي إلى فترات استقرار نسبي.
- في الوقت ذاته، تشير التوقعات إلى زيادة فرص حدوث نزولات قطبية باردة، خصوصاً مع بداية العشرية الثالثة من الشهر.
- خلال هذه الفترة، يتوقع:
- ارتفاع فرص تساقط الثلوج على الجبال العالية وربما المتوسطة.
- استمرار التأثير البارد حتى الأسبوع الأول من شهر فبراير.
النتائج المتوقعة:
- النصف الأول: أمطار غزيرة وحالات جوية نشطة في شمال إفريقيا.
- النصف الثاني: فرص نزولات قطبية وتساقط الثلوج، خاصة مع اقتراب نهاية الشهر وبداية فبراير.
وتالياً ملخص لاهم الاحداث الجوية المتوقعة لهذا الشهر :
الملخص : من المتوقع ان تكون درجات الحرارة حول معدلاتها العامة , وان تكون الهطولات حول معدلاتها العامة مع احتمالية مرتفعة لحدوث تساقطات ثلجية .
والله اعلى واعلم
اضغط هنا للتحميل