المركز العربي للمناخ
Image default
اخبار المناخ

العلماء يحذرون من دخول الأرض في عصر جليدي مصغر بسبب انخفاض النشاط الشمسي !!

المركز العربي للمناخ – حصري – المهندس احمد العربيد

عند ذكر مصطلح “العصر الجليدي” , فاول ما يتبادر الى الذهن هو الجليد المنتشر والذي يغطي كل شيء على الأرض , وحيوان الماموث بشكله العجيب وفروه المتجمد والمغطى بالجليد والثلج . 

في هذا التقرير لن نتطرق لهذا النوع من العصور الجليدية الكبيرة والتي تستمر لمئات والاف السنين , بل سنتطرق الى العصور الجليدية المصغرة مثل العصر الجليدي المصغر الاخير الذي اثر على الكوكب قبل 170 سنة تقريبا  , والذي يرجح العلماء حدوثه خلال الفترة القليلة المقبلة , ان لم يكن قد بدأ بالفعل.

المصدر الرئيسي الذي يغذي غلافنا الجوي بالحرارة هو الشمس , واي تغير يحدث على الشمس يتأثر به مناخ الكرة الأرضية بشكل مباشر.

الشمس تتعرض في بعض الاوقات لنشاط وفي اوقات اخرى تكون خاملة وهذه العملية تسمى ب ” الدورة الشمسية ” وتستمر لمدة 11 عام كمتوسط و بشكل دوري , ونستدل على نشاط الشمس من خلال زيادة عدد البقع الشمسية التي تظهر على سطحها.

Sunspots 1302 Sep 2011 by NASA

عندما تكون الشمس نشطة , تقوم بارسال اشعتها الحارة بشكل اكبر للكرة الارضية , بالتالي ترتفع حرارة الأرض , وعندما يقل النشاط الشمسي تنخفض حرارة الأرض نظراً لان كمية الاشعاع الحراري تكون قليلة .

في عام 2008 بدأت الدورة الشمسية التي تحمل الرقم 24 , وعندما وصلت هذه الدورةالى ذروتها الزمنية في عام 2013 الذي كان من المفروض ان تكون فيه الشمس بكامل قوتها , وتصل فيها البقع الشمسية يومياً ل 150 بقعة , بدأ العلماء يرصدون انخفاض كبير بنشاط الشمس , أي بدلاً من ظهور 150 بقعة شمسية باليوم الواحد , كانت تظهر 50 بقعة فقط وفي بعض الايام كانت تخلوا الشمس من أي بقعة شمسية .

Hathaway Cycle 24 Prediction

هذه الفترة التي تكون فيها الشمس خالية من البقع الشمسية وتسجل عدد بقع اقل من المعدلات ولوقت طويل تسمى  grand solar minimum , او انخفاض النشاط الشمسي الكبير . في هذه اللحظة استذكر العلماء حادثة مشابهة كانت فيها الدورات الشمسية تسجل اعداد اقل بكثير من المعدلات العامة , وعندها بدأت حرارة الأرض بالانخفاض بشكل ملحوظ , ودخلت بمرحلة تعرف بالعصر الجليدي المصغر , أو الحقبة الباردة , وسميت هذه الفترة بفترة دالتون الدنيا Dalton minimum , نسبة الى مكتشفها جون دالتون .

امتد العصر الجليدي المصغر “الأخير” من عام 1790 لعام 1830 تقريباً, أي ان هذه الفترة البارد كانت قبل حوالي 170 سنة .

GSM and Sunspots

من اثار العصر الجليدي المصغر في ذلك الوقت انه قد تسبب في انتشار الموجات الباردة والتي امتدت حتى وصلت بعض المناطق الدافئة والمدارية والاستوائية على غير العادة , وادى الى اختلال كامل في انظمة المناخ بالعالم , فتركزت الموجات الحارة في مناطق كان من المفترض ان تكون باردة وتمركزت الموجات الباردة في مناطق كان من المفترض ان تكون دافئة .

وللعلم , الموجات الحارة موجودة في العصور الجليدية الكبيرة ايضاً , لان الموجات الحارة عبارة عن كتلة من الرياح تتميز بدرجات حرارة مرتفعة ومتشابهة في الخصائص , لكن بشكل عام في الحقبات الباردة يقل عدد الموجات الحارة لكن لا تختفي بشكل كامل .

8484684684

في الحقبة الباردة الاخيرة او العصر الجليدي المصغر الاخير ” قبل 170 سنة ” انخفضت درجة حرارة الكوكب بمعدل درجتين مئويتين عن المعدل, وحدثت اضطرابات جوية عنيفة بالاضافة الى ان انخفاض درجات الحرارة ساهم في انتشار الاوبئة, وارجح بعض المؤرخين ان احد اهم اسباب انهيار الخلافة العثمانية كان الطقس البارد في ذلك الوقت,  والذي ساهم في انتشار المجاعات بسبب نقص الغذاء بعدما تدمرت المحاصيل الزراعية.

الدورة الشمسية الماضية التي تحمل الرقم  24 والتي امتدت من عام 2008 لعام 2020 كانت دورة ضعيفة للغاية , ومنذ ذلك الوقت بدأ العلماء بملاحظة تغيرات قوية تحدث في انظمة الطقس والمناخ على الكوكب , احدهم هاي التغيرات كان ما يعرف بتموج التيار النفاث .

التيار النفاث او jet stream  :

بشكل مبسط , هو حزمة من الهواء المتدفق شديد السرعة يدور من الغرب الى الشرق في العروض العليا, ويتميز بانه يفصل الهواء القطبي البارد عن الهواء الدافئ بشكل نسبي .

7548486488468468

لوحظ على التيار النفاث انه ,في اوقات النشاط الشمسي المرتفع يكون شكله شبه منتظم ويحافظ على الرياح الباردة بان تكون حول الاقطاب , لكن مع اوقات النشاط الشمسي المنخفض تتحول حركته لتصبح متموجه بشكل كبير .

وهذا الشيء يؤدي الى ان الكتل الهوائية القطبية الباردة جداً تتجه وتتعمق صوب المناطق الدافئة والشبه مدارية والاستوائية بشكل اكبر وبنفس الوقت تتجه الكتل الهوائية الدافئة الى الأقطاب .

هذا التأثير يسمح للهواء البارد بالانتشار في الكوكب بدلاً من ان يتمركز حول الأقطاب , وذلك , تتعرض كثير من مناطق العالم الشبه دافئة والدافئة لموجات انجماد وبرد غير معتادة خصوصاً في فصل الشتاء .

كمثال , نلاحظ انه عندما يتمركز مرتفع جوي وسط القارة الاوروبية لمدة طويلة مثلما حدث في موسم الشتاء الماضي 2021/2022 كيف أن الكتل القطبية تنزلق باتجاه بلاد الشام واحياناً تتعمق باتجاه الجزيرة العربية والعراق وتتسبب بتساقطات ثلجية نادرة الحدوث هناك .

هذه الوضعية تتكرر بشكل كبير في اوقات انخفاض النشاط الشمسي واحياناً تستمر لوقت طويل , مثل الموجات الباردة التي اثرت على بلاد الشام هذا العام والتي لم تتوقف منذ بداية شهر 1 وحتى شهر 3 , وكانت الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان واجزاء من العراق ومصر وشمال السعودية تتعرض لدرجات حرارة منخفضة جداً وبشكل مستمر . 

الدورة الشمسية الجديدة “الحالية” والتي تحمل الرقم 25 والتي بدأت السنة الماضية 2021 ,, على ما يبدوا انها ستكون دورة ضعيفة كالدورة السابقة والتي تحمل الرقم 24 حسب توقعات وكالة ناسا , بالتالي من المتوقع انه تبدأ الأرض بالدخول في حقبة باردة او عصر جليدي مصغر بشكل تدريجي حسب ترجيح بعض العلماء  .

اخر قراءة للنشاط الشمسي قبل ايام  تظهر الضعف الواضح في هذا النشاط ونلاحظ كيف ان المؤشر بدأ بالانحدار بشكل كبير بدلاً من الصعود لأعلى , وهنا تظهر لدينا الكثير من التساؤلات حول ما هو قادم خلال موسم الشتاء المقبل والسنوات التي تليه ؟

wolfjmms

سنقوم بمشيئة الله تعالى بالاجابة عن الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع من خلال سلسلة من الفيديوهات سيتم نشرها على موقع المركز العربي للمناخ وحساباتنا على الفيسبوك و يوتيوب وتيك توك وانستجرام.

والله تعالى دائماً اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

لا مانع من النقل والتداول شريطة ذكر المصدر “المركز العربي للمناخ”

counter create hit