المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

تزداد احتمالية وجود طبقة شبه منصهرة بين الوشاح الصخري للقمر والنواة المعدنية الصلبة بعد دراسة لتغير شكله وجاذبيته.
حلل باحثون من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا وجامعة أريزونا بيانات جديدة تصف صلابة القمر تحت تأثير جاذبية الأرض والشمس، ووجدوا أن كتلته على الأرجح ليست صلبة بالكامل.
بدلاً من ذلك، يحتوي وشاح القمر على منطقة سميكة ولزجة ترتفع وتنخفض مثل المد والجزر على كوكبنا.

كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: “تشير نماذج البنية الداخلية إلى أن هذه القيم يمكن مطابقتها فقط بوجود منطقة منخفضة اللزوجة (LVZ) عند قاعدة الوشاح القمري”.
تم طرح فكرة وجود هذه الطبقة غير الصلبة من قبل الباحثين لعدة عقود، ولكن حتى الآن لم تكن البيانات المتاحة قادرة على تأكيد وجودها بشكل قاطع.
تحت تأثير جاذبية الأرض والشمس، يمر القمر بتأثير مد وجزر – ليس في شكل محيطات، بل على مستوى التشوهات الجسدية لشكل القمر ومجاله الجاذبي.
في هذه الدراسة، استخدم الفريق قراءات جديدة مأخوذة من مختبر استعادة الجاذبية والداخلية التابع لناسا (GRAIL) ومستكشف القمر المداري. سمحت هذه القياسات للباحثين بتقدير التغيرات المدية للقمر على أساس سنوي لأول مرة.

تشير النماذج الحاسوبية التي تصف طبيعة الصخور في أعماق القمر أثناء دورانه حول الأرض إلى أن طبقة تحت الوشاح الصلب يجب أن تكون ذات لزوجة جزئية لكي تتطابق مع الأرقام.
هذا يثير المزيد من التساؤلات: كيف تشكلت هذه المنطقة؟ وما الذي يبقيها ساخنة؟ سيكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة الإجابات المؤكدة، لكن الفريق الذي يقف وراء هذه الدراسة يعتقد أن معدن أكسيد الحديد والتيتانيوم المعروف باسم الإلمينيت قد يكون له دور.

كتب الباحثون: “قد يكون وجود منطقة منخفضة اللزوجة عند قاعدة الوشاح القمري ناتجًا عن الذوبان الجزئي في طبقة غنية بالإلمينيت، مما يجعل القمر مشابهًا للمريخ، حيث تم استنتاج وجود ذوبان جزئي مؤخرًا من تحليل البيانات الزلزالية”.
وكما هو الحال في الدراسات المتعلقة بالأرض، هناك بعض التخمينات المطلوبة لتقدير ما يحدث على عمق مئات وآلاف الكيلومترات تحت السطح – لكنها تخمينات مستنيرة تستند إلى ما نعرفه عن الأقمار والكواكب.
نعلم أن الوشاح الموجود فوق هذه المنطقة المنخفضة اللزوجة يتكون في الغالب من معدن الأوليفين، وأن لديه قصة طويلة على مدى مليارات السنين. إذا تمكنا من إقامة قاعدة دائمة على القمر في السنوات القادمة، فقد تساعد القراءات الزلزالية التي يتم أخذها من سطح القمر في تزويدنا بمزيد من المعلومات حول ما يحدث في أعماقه.

كتب الباحثون: “وجود هذه المنطقة له تداعيات كبيرة على الحالة الحرارية وتطور القمر”.

تم نشر البحث في مجلة AGU Advances.

شارك: